كلب السلطة وكلب الفلسفة بين أفلاطون وكافكا
كلب السلطة وكلب الفلسفة بين أفلاطون وكافكا
آداب بيروت /> نسرين النقوزي كاتبة ومُدوِّنة لبنانية، وتُقيم منذ سنوات في كندا. درست الصحافة والإعلام في الجامعة اللبنانية ببيروت. صدر لها في الرواية: المنكوح (ابن رشد، القاهرة، 2021)، والآنسة جميلة (النهضة العربية، بيروت، 2023). 03 سبتمبر 2025 هيلين كيلر مع كلبها في سان فرانسيسكو، 4 يوليو/تموز 1939 (Getty) + الخط -استعارة الكلب في الأدب تعود بجذورها إلى الفلسفة. أفلاطون قدّم صورة للفيلسوف الحارس في جمهوريته، إذ يُشبَّه الكلب بالحارس الأمين الذي يحمي المجتمع العادل ويصون نظامه ومؤسساته. على النقيض، اتخذ ديجانوس الكلبي من الكلب رمزاً للحياة الحرة على الهامش، بعيداً عن أي سلطة أو مؤسسة، واحتفى بصفاته الطبيعية مثل البساطة والجرأة والعيش وفق الغريزة.
هذا التباين في النظر إلى الكلب، بين كونه حارساً للنظام عند أفلاطون وكائناً متمرداً عند ديجانوس، يكشف عن عمق الرمزية التي يحوزها الحيوان في المخيلة الإنسانية. وجاء جيل دولوز لاحقاً ليعيد صياغة هذه الاستعارة ساخراً من فكرة النموذج المثالي، في إشارة إلى أن وراء كل كلبٍ كلباً أفلاطونياً متخيَّلاً، في إشارة إلى هشاشة الميتافيزيقا، وضرورة الاعتراف بالتعددية والاختلاف بدل البحث عن مثال واحد مهيمن.
مرآة وجودية وفكرية
من هذه الأرضية الفلسفية، يغدو الكلب في الرواية أكثر من مجرد تفصيل سردي؛ إنه مرآة وجودية وفكرية تعكس علاقة الإنسان بذاته وبالعالم. يتبدى ذلك بوضوح في الأدب الحديث، سواء في النصوص العالمية أو في العربية. ففي رواية إخضاع الكلب لأحمد الفخراني نموذج لا يُظهر الكلب ونيس حيواناً أليفاً فحسب، بل مرآة تُسقط عليها شخصية هارون، الراوي، انهيارها النفسي إثر فقْد ابنه وهروب زوجته. حين يطيع الكلب شخصاً آخر، يشعر هارون بالخيانة. الطاعة في ذهنه مرادفة للحب، وكأنّ الكلب يجب ألا يحب سواه. هنا، الكلب ليس هو المهم، بل ما يعكسه من انهيار داخلي، من توهم بالسيطرة ومرض في العلاقة مع النفس والآخر.
يتحوّل إلى رمز للحرية والتوحش عبر طرح أسئلة عن الطاعة
على نحو موازٍ، تكشف رواية يوم
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على