أبو عبيدة الصوت الذي أرق الاحتلال
أبو عبيدة... الصوت الذي أرّق الاحتلال
/> حسن قديم صحافي مغربي، باحث في سلك الدكتوراه في العلوم السياسية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله. 02 سبتمبر 2025 + الخط -في عالم باتت فيه الصورة تسبق الكلمة، خرج الناطق الرسمي باسم كتائب القسّام (الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس) أبو عبيدة، مُغطّى الملامح ليقلب معادلة الإعلام، ويثبت أنّ الصوت، حين يكون نابعاً من قضية عادلة، قادر على أن يهزّ أركان الخصوم ويُلهم الأحرار.
تحوّل أبو عبيدة إلى رمز وأيقونة في الوعي الجمعي العربي والإسلامي، من دون أن يَرى الناس وجهه أو يعرفوا اسمه الحقيقي.
منذ أوّل ظهور له عام 2004 خلال معركة أيام الغضب، اختار أبو عبيدة أن يخفي ملامحه، ليجعل من التخفّي شكلاً من أشكال الحضور. غاب الوجه، فحضرت الرمزية، لم يكن القناع مجرّد وسيلة للتمويه، بل صار جزءاً من الهوية البصرية للمقاومة، حيث الكوفية الحمراء، والعصبة الخضراء، والزي العسكري، كلّها ملامح ثابتة ترمز إلى الثبات والانتماء.
ولد أبو عبيدة في عام 1984 في مخيّم جباليا شمال قطاع غزّة، ونشأ في بيئة مقاومة، إذ تلقى تعليمه في مدارس وكالة أونروا، قبل أن يكمل دراسته الأكاديمية ويحصل على درجة الماجستير في تفسير القرآن الكريم من الجامعة الإسلامية في غزّة. منذ اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000، التحق بصفوف حماس وكتائب القسّام، وتدرّج في صفوفها حتى تسلّم المسؤولية الإعلامية بعد الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزّة عام 2005.
أيقونة حقيقية في زمن التشتّت الإعلامي والانقسام السياسي
لكن صعوده لم يكن إعلامياً بحتاً، بل جاء نتيجة حضور مُتماسك يجمع بين الأداء الإعلامي المُحترف، والمعرفة العسكرية، والحنكة النفسية. تولى رئاسة دائرة الإعلام العسكري في كتائب القسّام، فأشرف على أقسام التوثيق، والتصوير، وإدارة العمليات النفسية، والبيانات، ومنصّات التواصل، فحوّل الخطاب الإعلامي للمقاومة إلى مدرسة متكاملة توازن بين الانضباط التعبيري والرسالة الموجّهة.
ورغم أنّ ظهوره الإعلامي نادر، فإنّ كلّ إطلالة له تتحوّل إلى حدث، وكلّ بيان يحلّل كأنه وثيقة استراتيجية. لا تخطئ الأذن نبرة
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على