طقوس القهوة التركية تتحدى الزمن بمشروب يكشف عن مصيرك
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تُعتبر القهوة التركية أكثر من مجرّد مشروب، إذ أنها عبارة عن طقسٌ ومحادثة في آنٍ واحد، وسلفًا لغالبية أنواع القهوة الحديثة، ما يجعلها قطعة من التاريخ تعود إلى 500 عام تقريبًا، إذ أدرجتها منظمة اليونسكو في قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية.

وجد الخبراء أن قصة القهوة التركية لم تبدأ في تركيا، بل في اليمن، إذ قيل إنّه في القرن الـ15، كان المسؤولون يشربونها لتمدّهم بالقدرة على السهر خلال ليالي الصلاة والعبادة الطويلة.
عندما استولى السلطان سليمان على اليمن عام 1538، شقّت القهوة طريقها إلى الإمبراطورية العثمانية.
في غضون عام، وصلت حبوبها إلى القسطنطينية، أي المدينة القديمة التي تُعرف بإسطنبول الآن.
قراءة قعر الفنجان
وَصَفت الأستاذة المساعدة في جامعة جنوب فلوريدا بأمريكا، سيدين دوغان، وهي من مواليد مدينة سافرانبولو بتركيا، القهوة التركية بكونها أكثر من مجرّد مشروب، إذ تعتبرها بمثابة جسر يُسهّل مشاركة الناس في أوقات الحزن أو الفرح.
اليوم، تُعدّ القهوة المشروب غير الرسمي الذي يُستهلك في تركيا عند تبادل الأحاديث ولقاء الأصدقاء والأقرباء.
تُعتبر طقوس تحضير المشروب دقيقة ومُتقنة، وتتضمن وضع إناء صغير بمقبض طويل (cezve) على نار هادئة، ويُفضّل استخدام الفحم الساخن أو الرمل.
تُحضّر أجود أنواع القهوة المطحونة ببطء لإطلاق نكهة غنية وتكوين طبقة علوية جميلة من الرغوة، والتي تُعتبر علامة على الجودة.
يجب تقديم القهوة التركية الأصيلة ساخنة وبطبقة سليمة من الرغوة، إلى جانب كوب من الماء، وقطعة من حلوى راحة الحلقوم، حيث ينعش الماء المذاق، بينما تعادل الحلوى مرارة المشروب.
عندما يُصبح الكوب فارغًا، يحين وقت طقوس قراءة فنجان القهوة.
يُقلب الكوب على صحنه، ويُترك ليبرد، ومن ثمّ تُقرأ الأشكال والرموز في قعر فنجان القهوة لاستخلاص معناها. وعادةً ما يعني شكل السمكة الحظ، بينما يُشير شكل الطائر إلى قيام الشخص برحلة.
أما قراءة الطالع فهي محظورة بشكلٍ عام في الثقافة الإسلامية. في المقابل، تأخذ سمة قراءة
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على
