الاعتراف بالدولة الفلسطينية يعيد حل الدولتين للواجهة هل يوقف المسار الدبلوماسي التصعيد في غزة

أثار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، غضباً شديداً في إسرائيل والولايات المتحدة بقراره الاعتراف بدولة فلسطينية في سبتمبر المقبل، خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، مما دفع دولاً غربية أخرى مثل بريطانيا وكندا لاتباع خطاه، كرد فعل على الكارثة الإنسانية في غزة، حيث تجاوزت حصيلة القتلى 63 ألف فلسطيني منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، ويرى ماكرون أن السلام الدائم لإسرائيل يتطلب دولة فلسطينية، محذراً من أن الاحتلال والتهجير لن يجلبا الأمن، بل يعززان العزلة الدولية، وهذا التحرك يعيد حل الدولتين إلى قلب الجهود الدبلوماسية، وسط رفض رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التام لفكرة الدولة الفلسطينية وتوسيع عملياته العسكرية.
كارثة غزة
وفي رسالة وجهها ماكرون الأسبوع الماضي إلى نتنياهو، أكد أن عزم فرنسا على الاعتراف بدولة فلسطينية ينبع من قناعة عميقة بأن السلام الدائم أساس أمن إسرائيل، وأوضح أن الجهود الدبلوماسية الفرنسية مستمدة من الغضب إزاء الكارثة الإنسانية في غزة، التي لا تبررها أي حجة.
وستؤكد فرنسا والمملكة المتحدة وكندا وأستراليا ومالطا التزامها بهذا الاعتراف خلال اجتماع قادة العالم في الأمم المتحدة ابتداءً من 23 سبتمبر، أما دول أخرى مثل نيوزيلندا وفنلندا والبرتغال، فتدرس خطوات مشابهة، مما يعكس تحولاً في الموقف الغربي نحو دعم أقوى لحل الدولتين، وفقاً لـأسوشيتد برس.
أهمية الرموز
ويرفض نتنياهو تماماً فكرة الدولة الفلسطينية، ويخطط لتوسيع الهجوم العسكري في غزة. واتهم ماكرون بـتأجيج نار معاداة السامية بدعوته للاعتراف، وهي اتهامات وصفها الرئيس الفرنسي بأنها بغيضة، من جانبها، حذرت الولايات المتحدة عبر سفيرها في فرنسا تشارلز كوشنر من أن مثل هذه الإيماءات تشجع المتطرفين وتؤجج العنف، مهددة حياة اليهود في فرنسا، وتم استدعاء كوشنر إلى وزارة الخارجية الفرنسية، حيث مثل نائبه.
ويؤكد الخبير الجيوسياسي باسكال بونيفاس، مدير معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس، أن هذه الردود الغاضبة تبرز أهمية الرموز الدبلوماسية، ويصف الوضع بأنه سباق مع الزمن بين المسار الدبلوماسي، الذي يعيد حل الدولتين إلى المناقشات، والواقع الميداني
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على