في ذكرى مذبحة السارين

٥٥ مشاهدة

في ذكرى مذبحة السارين

ملحق سورية الجديدة

معن البياري

/> معن البياري رئيس تحرير العربي الجديد، كاتب وصحفي من الأردن، مواليد 1965. 26 اغسطس 2025 رسم على جدار مقبرة ضحايا مجزرة الكيميائي في زملكا بريف دمشق (21/8/2025 Getty) + الخط -

عندما تجول في بعض سورية، فيُريك أهلوها مشاهدَ باقيةً من التدمير المهول الذي اقترفه نظام الأسد الساقط، وعندما يحدّثك شهودٌ وعارفون عن فظاعات التمويت بالقصف المتنوّع الذي استهدف فيه ناساً في حاراتهم وبيوتهم، وقد كانوا في شؤونهم، فإن السؤال الذي غالباً ما سيلحُّ عليك سيتعلّق بالبواعث الذي جعلت أصحاب السلطة في ذلك النظام يقرّرون هذا المدى من النيران، وكان في وسعهم أن يُنجزوا أغراضهم السوداء بنيرانٍ أخفّ وقتلٍ أقلّ. وقد خاض في سؤالٍ كهذا، والذي تتناسل منه أسئلةٌ أخرى، باحثون ومعلّقون وأهل خبرةٍ في بنية نظام الاستبداد والفساد التي شيّدها حافظ الأسد وأقام عليها نجلُه الهارب. وليس من السذاجة، ولا البلاهة، أن يُستعاد السؤال في ذكرى مذبحة غوطتي دمشق، بقصف المدنيين فيهما بصواريخ تحتوي على غاز السارين، فأزهقت أرواح 1400 سوري وسورية، كثيرون منهم نساءٌ وأطفال: لماذا فعلها؟ إلى ماذا رمى في فجر ذلك اليوم، 21 أغسطس/ آب 2013، وهو يرمي كمياتٍ كبيرةً من غاز السارين في هجومٍ خُطّط له جيّداً لاستهداف مناطق مأهولةٍ بالمدنيين، ما تسبّب في خسائر بشرية كبيرة، على ما حسم، تالياً مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة؟ هل أراد نظام الابن تأديب السوريين، وإظهار العين الحمراء لهم، وإفهامهم إن لا خطوط حمراء لديه، كما صنع غير مرّة نظام الأب؟. إنهم يعرفون الصلافة البالغة التي يتّصف بها، وهو الذي كان لا يرى السوريين مواطنين أو رعايا، وإنما أُجراءَ في مزرعة آل الأسد، عليهم أن يمتثلوا وينصاعوا، وإلا فالسارين وغيرُه لمن ينحرف عن هذا الحال.
أحيا السوريون، وهم أحرارٌ من سلطة الأسد، ذكرى المقتلة الباهظة في فداحتها، الموصولة بمذابح بلا عددٍ قبلها وبعدَها. أحيوها، قبل أيام، لا ليستعيدوا فقط الألم الكثيف الذي أحدثه الأسد فيهم، وهو يسترخصُهم،

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم