تزوير الحقائق

٥٦ مشاهدة

تزوير الحقائق

موقف

فوّاز حداد

/> فوّاز حداد

روائي سوري، ولد في دمشق، أصدر أول رواياته موزاييك عام 1991. لديه إحدى عشرة رواية ومجموعة قصص قصيرة.

26 اغسطس 2025 | آخر تحديث: 05:09 (توقيت القدس) كاندنسكي/ روسيا + الخط - اظهر الملخص - تتسبب النقاشات المتزايدة على مواقع التواصل الاجتماعي حول الأوضاع في سوريا في تمييع الفكرة الأساسية، مما يؤدي إلى فوضى وبلبلة بدلاً من حل الأوضاع.
- الحقيقة تُعتبر عنصراً جوهرياً في حياة الأفراد والمجتمعات، وغيابها يؤدي إلى انهيار المنطق وتحول الحياة العامة إلى مسرح للخداع.
- الحقيقة تُعتبر بوصلة إنسانية توجه التفكير نحو الفهم الصحيح، وتُحرّر الأفراد من الخوف والجهل، حيث يخاف الاستبداد منها أكثر من السلاح.

إذا أردنا تمييع فكرة فلنطرحها للنقاش، المقصود بالضبط طرحها في مواقع التواصل الاجتماعي، ولتكن الفكرة حول معالجة حدث ما، والمقصود سورية. نجد أن النقاش يتوسّل أجندات فكرية سواء يسارية أو غير يسارية، أو مغرقة في المحافظة، ما يتجاوز اليمين التقليدي، وتطلق رزمة من المحفوظات الأيديولوجية اللطيفة عن الثورة والحرية والعلمانية والديمقراطية والدولة المدنية، وكأنهم تخرجوا من جامعتَي هارفارد وموسكو معاً. وليس من الكتب الحمراء والصفراء، أضيف إليها مجاراة للعصر اتهامات باتت مألوفة عن الإرهاب، والطائفية، مضادة للتقدم والحضارة. هذا ولن نتطرق إلى الهذر، وما يرافقه من ضحالة وإسفاف.

ليس أعمى من يتشدق بهذه الطروحات، وإنما احترف التعامي، طالما أنه مريح أكثر، فيختار ما يلائم انحيازاً محقوناً بالأحقاد، ويصبح اللاحوار شطارة في اللغو والمغالاة في الادعاء، ويتحول فيه مثقف الفيسبوك إلى ذباب إلكتروني، فالأجندات واحدة، وهو التخريب، مع كامل الوعي أن إشعال حروب الكلام، قد يؤدي إلى حروب حقيقية، إحداها الحرب الأهلية.

المطلوبُ فَهمُ الواقع، لا تزييفه، لماذا؟ لأنّ الواقع غير عصي على الفهم. ربما يكتشفون أن الزمن السوري اليوم يختلف عن أي زمن، فنحن لا نحتاج إلى ثورة بلشفية على وجه التخصيص، ولو كان تحت أيديهم أكثر من لينين واحد، وبضعة مثقفين متقاعدين نسخة طبق الأصل عن ستالين، وعدد

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم