الإعلام والتنمية الاقتصادية في العصر الرقمي

لم يعد الإعلام مجرد وسيلة لنقل الأخباربل أصبح في عصر الرقمنة قوة ناعمة تصوغ اتجاهات الأسواق وتؤثر على قرارات المستثمرين وتشكل الجسور بين الحكومات والمجتمع وفي سياق التحولات العالمية نحو الاقتصاد المعرفي و مما شملته رؤية السعودية 2030 يبرز الإعلام كأحد أدوات التنمية الاقتصادية المستدامة.

تشير الدراسات الحديثة إلى أن الإعلام لا يقتصر دوره على التغطية بل أصبح منصة تفاعلية تُؤثر في:

§ ثقة المستثمرين: تغطية الأخبار الاقتصادية بدقة تُقلل من مخاطر المعلومات وتجذب رؤوس الأموال.

§ سلوك المستهلكين: التقارير الاستهلاكية تؤثر مباشرة في شراء السلع أو تجنبها.

§ الابتكار: تسليط الضوء على المشاريع الناشئة مما يُحفز ريادة الأعمال.

أدوات الإعلام الحديث لدفع الاقتصاد

1. الإعلام كمنصة للشفافية

• الشفافية الإعلامية : تقلل من تكاليف المعاملات وتبني الثقة بين المستثمرين والحكومات.

• التقارير الاقتصادية المتخصصة: مثل تقارير أسواق الطاقة أو مؤشرات النمو- تساعد الشركات والمستثمرين على اتخاذ قرارات مبنية على بيانات دقيقة.

مثال: دور الإعلام السعودي في مواكبة التطورات الأسواق العالمية مثل أسواق الطاقة و التكنولوجيا العالية و التطبيقات المستخدمة في المملكة.

2. الإعلام كحافز للاستثمار وريادة الأعمال

· عبر الإعلام تصل قصص النجاح الريادية إلى ملايين الشباب فتشجع على دخولهم سوق العمل الحر.

· التغطية الإعلامية للمشروعات الكبرى (مثل نيوم و القدية و غيرها) تعزز ثقة المستثمرين الدوليين.

· الإعلام الاقتصادي المتخصص يسهم في توجيه رأس المال نحو القطاعات الواعدة مثل التقنية الخضراء والذكاء الاصطناعي.

3. الإعلام وتشكيل السرد الاقتصادي

· السرد الإعلامي يصنع التوقعات الاقتصادية عندما يتبنى الإعلام خطابًا متفائلًا حول السياسات فإنه يخلق بيئة نفسية إيجابية تعزز الإنفاق والاستثمار.

مثال: التغطيات لفعاليات و إنجازات رؤية السعودية 2030 التي أبرزت صورة المملكة كمركز عالمي للاستثمار مما انعكس على جذب الكثير من الإستثمارات.

· وفق نظرية “Construct to Commitment” (NCC) (2025)، السرديات الإعلامية تنتقل من مجرد بناء التوقعات إلى الالتزام الجماعي بالتنمية.

4. الإعلام الرقمي والتحول التكنولوجي

· منصات التواصل الاجتماعي أصبحت مختبرًا