زردة علي بن عون موسم صوفي بطقوس احتفالية
زردة علي بن عون... موسم صوفي بطقوس احتفالية
آداب تونس /> أمين الحرشاني أمين الحرشاني: كاتب وباحث من تونس. 25 اغسطس 2025 جانب من المهرجان (تصوير: نور الدين أحمد) + الخط -مع دخول موسم الأمطار الصيفية، وفي ليالي اكتمال القمر، يتوافد سكّان مناطق وسط تونس إلى زيارة ضريح الوليّ سيدي علي بن عون، الذي عاش خلال القرنَين السابع عشر والثامن عشر، إذ يقدّمون الأضحيات التي نُذرت لتحقيق أمنياتهم، بعد أن تُنصب الخيام وتقام الأسواق، وتنظّم عروض الفروسية لأربعة أيام، في طقوس الزردة التي درجت العادة على تنظيمها منذ عام 1808.
وقع الاختيار هذا العام على الثالث والعشرين من الشهر الجاري، لتنظيم هذا التقليد الصوفي القديم، الذي تحوّل إلى مهرجان تتواصل دورته الـ23 حتّى مساء الخميس المقبل، ورغم انحسار الطرق الصوفية وممارساتها الشعبية الاحتفالية في المنطقة، إلّا أن وقوع الزاوية في منطقة نائية، وتوارث سيرة كاريزماتية لابن عون، ساهم في استمرار التظاهرة التي تستقبل مئات آلاف الأشخاص.
ثنائية الاستقلال والاحتواء
يكشف توفيق البشروش في كتابه الولي الصالح والأمير في البلاد التونسية (1989) عن علاقة متوترة بين السلطة من جهة والمتصوفة أفراداً أو طرقاً، إذ سعت السلطات مبكراً لاحتواء هذه الحركات وتطويعها أداةَ حكم، سواء في العهد الحفصي أو خلال فترات الحكم العثمانية، وكذلك فترة الاستعمار الفرنسي. ومن جهة أخرى، سعت التيارات الصوفية إلى التمدّد والتحول لنماذج سلطة بديلة، في فترات ضعف الحكم المركزي، سواء خلال الحروب الأهلية في القرن الحادي عشر أو مع الإمارة الصوفية الشابية في القرن السادس عشر، وإلى حدود ثورات 1864 و1906.
لا يزال هذا التحليل صالحاً لليوم، لتفسير علاقة السلطة الحديثة برواسب الحضور الصوفي، ومنها زردة سيدي علي بن عون، فعلى خلاف المقولة السائدة، حول نجاح دولة الاستقلال في تصفية الحركات الصوفية، إثر حلّ الأوقاف سنة 1957 وتأميم الزوايا وإلغاء الامتيازات الرسمية المخصّصة لها، نجحت بعض هذه الحركات في مواصلة تأثيرها السياسي.
سعت السلطات مبكراً لاحتواء الزوايا وتحويلها إلى أداة لها
وفي دراسة
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على