وصاية عربية على غزة
وصاية عربية على غزّة؟
آراء /> محمود الريماوي قاص وروائي وكاتب سياسي من الأردن. 23 اغسطس 2025 alt="العرب ونتنياهو"/>+ الخط -بات واضحاً منذ فبراير/ شباط الماضي أنّ رئيس حكومة دولة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، عاقد العزم على إفشال التفاوض غير المباشر مع حركة حماس، وأنّ تل أبيب تحظى بغطاءٍ من إدارة دونالد ترامب، وقد تجلى هذا في غضّ واشنطن النظر عن التنصّل الإسرائيلي من اتفاقٍ رعاه ترامب عشية عودته إلى البيت الأبيض. لقد سمحت واشنطن لنتنياهو أن يخرق اتفاقاً رعته هي وتفاخرت به، ومغزى ذلك أنّ هذه الإدارة على استعداد لتقديم تنازلاتٍ لتل أبيب بشأن الحرب على غزّة، لكنّها غير مستعدّة لفرض تنازلاتٍ على شريكها. وفي النتيجة، وصلنا إلى ما وصلنا إليه من تطابقٍ في السياسات بين ترامب ونتنياهو، وكان ذاك قد شكا مرّة من تلاعب هذا به. والنتيجة الحسيّة مواصلة جرائم الحرب والجرائم ضدّ الإنسانية. وبينما كان ترامب يطالب حماس بمزيد من التنازلات، فقد أصبح يجاهر بأنّ الأولوية هي القضاء على هذه الحركة. وقد دلّت الأسابيع الثلاثة الماضية أنه معنيٌّ بإنهاء الحرب على أوكرانيا، خلافاً للحرب على غزّة التي باتت في موقع متأخّر من اهتماماته، وهو ما يجعل الوضع في القطاع برمّته في حال انسداد. ويلاحظ، في هذه الآونة، أنّ الأطراف العربية المعنية تكتفي بالجهد الذي يبذله الوسيطان، المصري والقطري، ولكن من غير أيّ ضماناتٍ أو تسهيلاتٍ من واشنطن أو مجلس الأمن تكفل الوصول إلى نتيجة مقبولة. وفي المحصلة، يتلاعب نتنياهو بترامب، والأخير يتلاعب بآمال إحلال الهدوء في القطاع المنكوب.
أمام هذا العبث الأسود، آن الأوان لوقفة مع الذات، لإعادة فحص مسار التفاوض؛ فواشنطن تتفاوض بصورة غير مباشرة مع حماس، وتريد، في الوقت نفسه، القضاء عليها، تتفاوض وتغذّي آلة الحرب الإسرائيلية، وتدعم بروباغندا نتنياهو وحكومته، وتستغل خلال ذلك خلافات سابقة ومتجدّدة بين الحكومات العربية والحركة، لتسويغ إطالة الحرب، بما تشتمل عليه من استهداف منهجي للمدنيين ولموارد الحياة الشحيحة في القطاع، سعياً إلى القضاء على مصادر الحياة
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على