الحياة في التمرد

١٠ مشاهدات

الحياة في التمرد

مدونات

عزيز أشيبان

/> عزيز أشيبان كاتب مغربي، يعرّف عن نفسه بالقول نوعية اهتماماتك ومخاوفك تحدّد هويتك. 22 اغسطس 2025 + الخط -

هل القبول والتسليم بسلطة ما هو موجود من تصورات وأفكار ويقينيات ومخيال اجتماعي أمر طبيعي ومقبول؟ أم أنه منحى نمطي يحيل على إلغاء الذات وتكريس الرتابة والركود والتضعضع ثم الاندثار؟

لا يخفى أنه من السهل التسليم بما هو متاح والانخراط في تجسيده ماديًا ومعنويًا، وبالتالي الترويج لمحتواه وتكريس سطوته على البنيات الذهنية والنفسية والفكرية. أليس في تبنيه راحة للعقل الذي يستسلم للكسل والعطالة والاتكالية ما دام هناك من ينهض بمهمة التفكير والتمحيص والتدقيق نيابة عن الذات ويبعد شبح الوجع والمعاناة؟ لكن، في ظل هذا الخيار، تفقد الذات هويتها وتنسلخ بالكامل في الهوية الجماعية وتصير جزءًا من العامة لا يكترث أحد بوجودها أو غيابها ما دام هناك العديد من أمثالها وعينتها. ربما هي العينة التي تعين التفاهة على التوغل والاستبداد على التمدد والتعمق وتنفر الفكر والتفكير وتزدري الإبداع والاختلاف.

غني عن البيان القول إن الذات أوجدت لمهمة معينة وجب عليها السعي نحو معرفتها وإتمامها على أحسن وجه ومسايرة حركة الكون المستمرة عن طريق العمل الدائم في بناء الفكر والقناعات وصقل المواهب والمهارات. من هنا نرى ضرورة الاختلاف والتميز الإيجابي البناء ووجوب مجابهة التنميط والتدجين والقولبة.

أهدي الإنسان نعمة التمرد من خلال إعمال العقل والنزوع إلى الرفض بمعية الحس النقدي والعقل التحليلي، لا نتحدث عن الرفض من أجل الرفض فقط أو تبعًا لمقولة خالف تعرف، بل بحثًا عن إبراز الذات وفرض الحضور وتحقيق التميز الطبيعي المطلوب والخروج عن السواد الأعظم من الناس. نتحدث ضمنيًا عن انسياق طبيعي وبيولوجي في سيرورة التطور بحثًا عن النضج والأفضل ما دام الارتكان إلى نفس الوضع الطبيعي هو بداية التراجع والتضعضع.

يمكن تصنيف التمرد إلى نوعين رغم تشابك العناصر وصعوبة التفكيك. في ما يخص التمرد الداخلي، نميل إلى الاعتقاد أن التمرد على دواخل الذات يرتقي إلى مقام الجهاد الهادف إلى الإصلاح

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم