تعالوا إلى السويداء
تعالوا إلى السويداء
موقف /> ممدوح عزام كاتب وروائي سوري 22 اغسطس 2025 | آخر تحديث: 05:05 (توقيت القدس) فاتح المدرّس/ سورية + الخط -من المريع ألّا يكون في سورية كلها اليوم، مثقف واحد، أو مجموعة من المثقفين، مستعد، أو مستعدون لزيارة السويداء. فالمدينة باتت كلها في رأي كثيرين من بينهم، خارجة عن القانون، والأمر العجيب أنهم كانوا قبل بضعة أشهر فقط، يعتبرون أن الخروج على هذا القانون نفسه شكل من أشكال البطولة. بينما تصرخ المدينة وهي تطلب الإنصاف والفهم والمؤن والوقود والدواء والماء. غير أنّ المثقف السوري والفلسطيني السوري، ارتاحا إلى شكل العلاقة الذي يضعهما هما في خندق الوطنية، ويحشر خصومهما الدروز في سجن الطائفية.
كأنّ الدروز قد ولدوا وحدهم في قالب من المعدن على صورة واحدة، ووحيدة، تصلح للإدانة والشجب والاتهام بالخيانة، بينما يحق لغيرهم أن يكون متنوعاً ومختلفاً.
وهكذا فإن الكلام عن موضوعية الباحث، أو شرفه الأخلاقي، أو ضميره ووجدانه، تختفي كلها كي تمرر السردية التي وجد نفسه معجباً بها، لا يمكن لشهر من الحرب أن يحول بين مثقف وضميره قطعاً، إلا إذا كان الضمير نفسه معطوباً.
لا يريد المثقف أن يأتي بنفسه ليرى ماذا حدث وما الذي يحدث
لا يتردد هذا المثقف السوري، وهذا المثقف الفلسطيني السوري اليوم في كيل الاتهامات للدروز، أو السخرية منهم، وهناك مثقف فلسطيني يسخر من مرضى السرطان بينهم، دون أن يتجشم، أو يكلف نفسه - ذلك أنّ المفردة الأولى قد تتطلب من المثقف بعض الجهد الفكري، أو الأخلاقي، أو الإنساني - عناء التعرف إلى وضعهم في الأشهر الماضية، وإلى الكارثة التي حلت بهم جميعاً في الشهر الماضي.
لا يريد المثقف أن يأتي بنفسه ليرى ماذا حدث وما الذي يحدث، يضع عصبة سوداء على إحدى عينيه كي لا يرى بالعينين، بل بعين واحدة هي عين الانحياز الموجه نحو جهة واحدة بريئة في تقديره من كلّ عيب.
لا يرى المثقف سواء كان ينعم بخيرات أوروبا، أو يشرب مياه عين
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على