فاشر السلطان ومسغبة يتجاهلها العرب

٥٧ مشاهدة

فاشر السلطان ومَسْغَبة يتجاهلها العرب

موقف

محمد عزام

/> محمد عزام كاتب وصحافي مصري، رئيس قسم التحقيقات في موقع وصحيفة العربي الجديد، عمل في وسائل إعلام مصرية وعربية ودولية. 22 اغسطس 2025 وأدت المجاعة 60 روحاً في القاشر خلال الأسبوع الماضي (Getty) + الخط -

وحده الموت يمكن أن يحرر العربي من كل هذا البؤس، حرب ومرض ومَسْغَبة، فتن بعضها فوق بعض، تتقاتل أيها يفتك أولاً بسودانيين محاصرين في مدينة الفاشر وفيها 1.5 مليون روح، بينهم 800 ألف نازح وقبائل عربية وأفريقية يمتزجون معاً، ويقف دونهم والطعام عرب وأفارقة آخرون يمنعونهم الشبع منذ أكثر من عام، متجاهلين طلبات برنامج الأغذية العالمي تمكين قوافله من المرور بأمان، بعدما وافقت الحكومة على وقف لإطلاق النار، فكان أن تعامت عنه ما تسمى بـقوات الدعم السريع، وليس لكل امرئ من اسمه نصيب، فهؤلاء لا هم بقوات ولا بدعم، وإنما مليشيا خراب عاجل وعاصف بكل ما تطأه عجلات مصفحاتهم المجلوبة من أموال شعب ينهبون موارده حتى صار عظماً على لحم.

إنه الجوع الشديد بئس الضجيع، يغشى صاحبه، يطلبه حثيثاً ليلاً أو نهاراً، فما كان من علاج واه له، سوى أن تقدم أمهات فاشر السلطان لبطون أطفالهن المخمصة، الأمباز وهو علف الحيوانات المستخرج من مسحوق بقايا الفول السوداني والسمسم بعد عصر البذور لاستخراج الزيت، قبل طحن تلك المخلفات، ومنها تصنع عجينة صارت هي الوجبة الوحيدة المتاحة لآلاف يغدون خماصاً ويؤوبون بأحشاء تضمرُ أكثر يوماً وراء يوم، جراء جوع مزمن يستنزف ما تبقى من بروتين في الجسم، بعد استنفاد الدهون، مما يؤثر في وظائف الأعضاء الحيوية، ويؤدي لهزال ينتهي إلى الموت الأغبر، كما تصف العرب من يقضي عليه الجوع القاسي المغبر لكل شيء في عينيه، كأنه ريح عاصفة تلفح الوجوه بعد طي البطون، في حاضرة سلاطين الفور وعاصمة إقليم شمال دارفور، التي ظلت 20 عاماً، تصنع كسوة الكعبة، وترسلها مع نفقة مالية وأطنان المأكولات لتوزع على الحجيج.

تلك أمة قد خلت، واليوم أحفاد السلطان علي دينار، يكابدون

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم