انشقاق في صعدة صراع خفي يهدد حكم الحوثي من الداخل كبير الزيدية الذي يتحدى عبدالملك
في قلب الجبال الشامخة لصعدة، معقل الجماعة الحوثية، لا تُسمع فقط دويّ القذائف، بل تُدار الآن معارك صامتة تُهدّد بتفكيك النسيج الديني والسياسي الذي بُني عليه مشروع الحوثيين على مدى عقود.
2600:1f18:4188:5900:b612:1999:69bf:ad8b
لم تعد صعدة مجرد قاعدة عسكرية للحوثيين، بل أصبحت ساحة صراع خفي بين زعيم الميليشيات عبدالملك الحوثي، وبين رجل دين يمني يُلقب بـكبير الزيدية، يحمل في جعبته إرثاً دينياً يهدد بسحب الشرعية الدينية من تحت أقدام الجماعة.
هذا الصراع، الذي يُدار خلف الكواليس، يتجاوز الخلافات العقائدية ليتحول إلى صراع على الزعامة، والنفوذ، والشرعية، في واحدة من أكثر الفترات حساسية في تاريخ الجماعة.
تفاصيل الخبر:
معركة النفوذ: مران ضد ضحيان
بين مران، حيث يتخذ عبدالملك الحوثي مركز قيادته، وبين ضحيان، مسقط رأس محمد عبدالله عوض المؤيدي، يُدار صراع محتدم على الهوية الزيدية. فالحوثي، الذي يستند إلى القوة العسكرية والدعم الإيراني، يواجه اليوم تحدياً داخلياً من رجل يمتلك سلطة روحية تُعدّ من أقدم مراجع الطائفة الزيدية في اليمن.
يُنظر إلى المؤيدي، وريث عالم الدين البارز مجد الدين المؤيدي، باعتباره رمزاً للodoxy الزيدية التقليدية، والتي استخدمت مؤلفات مجد الدين المؤيدي في بدايات المشروع الحوثي. لكن اليوم، يُتهم الحوثيون بـالانحراف عن المذهب والانزلاق نحو الفكر الاثني عشري المدعوم من إيران، وفقاً لأتباع المؤيدي.
الحوثي يستخدم الزيدية كغطاء، لكنه يُعيد تشكيلها وفق أجندته الإيرانية، يقول أحد أتباع المؤيدي، طالباً عدم الكشف عن هويته خشية الاعتقال.
قمع ديني بغطاء الجهاد في فلسطين
كشفت مصادر مطلعة أن مليشيات الحوثي منعت في الأسابيع الأخيرة أتباع المؤيدي من التدريس في مراكز دينية بمنطقة سحار في صعدة، في خطوة تُعدّ الأحدث في سلسلة تصعيد ضد التيار المؤيدي.
ومنذ عام 2022، شنّت الجماعة حملة واسعة لإغلاق المدارس الدينية والمساجد التابعة للمؤيدي، ونفذت سلسلة اعتقالات طالت نحو 20 عالماً دينياً من سحار في ديسمبر 2023، وفقاً لشهادات نقلتها منظمات حقوقية. بعضهم أُفرج عنهم بعد تحقيق مطول، فيما يُعتقد أن آخرين ما زالوا مختفين قسراً في سجون سرية تابعة للحوثيين.
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على