هل تتجه فلسطين نحو الدولة
هل تتجه فلسطين نحو الدولة؟
/> ياسر قطيشات باحث وخبير ومؤلف في السياسة والعلاقات الدولية والدبلوماسية، من الأردن. 20 اغسطس 2025 + الخط -اختُتم مؤتمر حل الدولتين الذي عُقد في مقرّ الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، برعاية فرنسية سعودية، وبمشاركة (123) دولة ومنظمات إقليمية ودولية، بإصدار بيان ختامي مقبول نسبياً ووثيقة خريطة طريق دولية تُمهّد للاعتراف الجماعي بالدولة الفلسطينية.
شكّل الحدث لحظة سياسية استثنائية تعكس تحوّلاً دولياً في التعامل مع القضية الفلسطينية، على الصعيد السياسي النظري مبدئياً. لأوّل مرّة منذ فشل مفاوضات أوسلو مطلع الألفية الجديدة، يظهر توافق دولي واسع على ضرورة التحرّك خارج الإطار التقليدي للتفاوض الثنائي الذي أثبت عجزه، لصالح خطوة جماعية دولية للاعتراف بالدولة الفلسطينية، عبر تصويت مُحتمل في الجمعية العامة في سبتمبر/ أيلول القادم بقيادة فرنسا، التي أعلنت عزمها على الاعتراف رسمياً، مع وجود توجّه أوروبي ضاغط نحو الهدف ذاته، بينما تحاول واشنطن مواجهة هذا المسار تحت ذرائع تشجيع حماس، أو تقويض جهود ما تدّعي أنه السلام بالمفهوم الصهيوأميركي!
لكن ما سبق يفتح الباب في الوقت ذاته على سيناريوهات مُعقّدة بين الأمل السياسي والعقبات الواقعية، فالرؤية الدولية المُتبلورة لم ولن تحسم الصراع أو تُوقف حرب الإبادة في غزّة من دون ضغط دولي جامح وتلويح أوروبي بعقوبات حقيقية على كيان الاحتلال. وبالرغم من أنّ الاعتراف بفلسطين بشكل جماعي ومنسّق في أروقة الأمم المتحدة، سيكون له أثر دبلوماسي كبير، وسيُعيد الاعتراف بفلسطين إلى واجهة القانون الدولي، فإنه غير ملزم قانونياً.
لأوّل مرة منذ سنوات، تفكّر أوروبا في التحرك، في الشأن الفلسطيني، خارج العباءة الأميركية
كما يُتوقّع أن تمارس الولايات المتحدة ضغوطاً مكثّفة على حلفائها الأوروبيين والعرب، في محاولة لتأجيل التصويت أو إفشال القرار الجماعي، وقد تلجأ واشنطن إلى استخدام أدواتها التقليدية: المساعدات، النفوذ السياسي، وحتى التلويح بحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن في حال طُرحت عضوية كاملة لفلسطين هناك.
وفي المقابل، تعمل حكومة الاحتلال الإسرائيلية على تسريع الاستيطان وتوسيع العدوان في الضفة وغزّة،
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على