في ترشيد المعارضة السورية
في ترشيد المعارضة السورية
ملحق سورية الجديدة /> معن البياري رئيس تحرير العربي الجديد، كاتب وصحفي من الأردن، مواليد 1965. 19 اغسطس 2025 (عفيفة) + الخط -ليست المعارضة السورية في العنوان أعلاه معارضة نظام الأسد الساقط، فقد عورض هذا وانتهى أمرُه، وإنما هي جموعٌ من السوريين، مثقفين وناشطين وسياسيين، وناساً متنوّعي الأمزجة والميول والمرجعيات، ساخطون على السلطة الانتقالية الراهنة، أو غير راضين عن أدائها، أو لا يجدون ما يُقنِعهم فيه في غير ملف. ويتباين هؤلاء في مستويات الغضب والاحتجاج والمؤاخذة، فثمّة من هم في موقع رفض هذه السلطة ووجودها بالمطلق، وبعصبيّةٍ وتوتّرٍ ظاهريْن أحياناً، سيّما عندما يراها هؤلاء عصيّةً على أي إصلاح، ومن هم في موقع الناصح المراقب الناقد الذي يتوخّى التصويب وتقويم أي اعوجاج، ويروْن في اهتزاز هذه السلطة وارتجاجِها، وسقوطها أو إسقاطها، ولو سمّوها أحيانا سلطة أمر واقع، كارثةً تأخُذ سورية إلى مجهولٍ مُفزع. ... ومن الطبيعي أن يُشاهَد هذا الاصطفاف، وأن تتعدّد مقاربات المجتمع الأهلي لطرائق عمل الإدارة القائمة وأسلوبها في تسيير الدولة وتنظيم عمل هياكلها وأجهزتها ومؤسّساتها. ولئن نُسعَد بكل هذه المداولات في تشريح الحال الراهن، ومن منظوراتٍ مختلفة، ولئن نُسعَد بأن فضاءً واسعاً من الحرية يجري هذا النقاش في مساحاته، بسقوفٍ عاليةٍ في مطارح كثيرة منه، فإن ثمّة وجوباً صار ملحّاً، أن يتخفّف الجميع من التخندق والعنف اللفظي والتوتّر الزائد والبحث عن الخصومات، فهذه لا تُعالج مشكلاً، وعوائدُها شديدة السلبية، وتُضاعف من التشوّش في المجال العام الذي لا تنقُصه أسباب الكآبة، والتشاؤم ربما.
تعجَب من مثقف (أو مثقّفة) سوري يندّد بالموت اليومي لسوريين تحت التعذيب في سجون السلطة. وتستفظع فائض الثقة في زميلنا هذا، وهو يستسهل نثر هذا الكلام المُرسل، وتسأل نفسََك إن كانت تفوتك أخبار هذا التعذيب وذاك التمويت، وتفتّش عنها لتداري غفْلتك عنها. والقول هنا إن في سورية اليوم، تحت إدارة الحكم الحالي، كثيراً مما يستحقّ النقد والانتقاد، وما يلزمه رفعُ الصوت عالياً بشأنه، وفي وُسع المعارضين إشهار المواقف التي
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على