لويا جيركا سورية

٦ مشاهدات

لويا جيركا سورية

ملحق سورية الجديدة

حسين عبد العزيز

/> حسين عبد العزيز كاتب وإعلامي سوري. 19 اغسطس 2025 (عماد حجاج) + الخط -

يوما بعد يوم يزداد الانقسام في المشهد السياسي السوري مع الاختلاف الحاد في الرؤى بين قيادة حاكمة تسعى بكل قوة إلى مركزة سلطتها الدولتية، وبين أطراف أخرى ترفض هذه المركزة: يرى بعضها أن اللحظة التاريخية اليوم سانحة لتحقيق أهدافها السياسية الضيقة (حكمت الهجري)، وأخرى تسعى للاندماج في مشروع وطني جامع ليس على أساس المركزة الشديدة للسلطة (الإدارة الذاتية الكردية).
بين هذه المواقف الثلاثة، يظهر موقفا السلطة والهجري متطرفين سياسيا: الأول يستفرد بوضع خريطة طريق سياسية أحادية الجانب، يرفض فيها أي فكرة لـ اللامركزية السياسية في وقت يرفض فيه إقامة نظام ديمقراطي ليبرالي قائم على المواطنة، فيما سعى الثاني، قبل انعقاد المؤتمر، إلى تحقيق أجندات هُوياتية ضيقة تحت عناوين سياسية عامة. أما الموقف الكردي فيُعتبر بمنزلة بين المنزلتين، فلا يطرح حكماً ذاتياً (شبه دولة) ولا يرضى في المقابل بدولة شديدة المركزية.
في ظل الانسداد السياسي القائم، يسعى كل طرف إلى البحث عن حلفاء لتقوية موقفه: دمشق تجد في الخارج الإقليمي والدولي داعمين لها، في حين يجد تيار الهجري في إسرائيل داعما له، أما الإدارة الذاتية الكردية، وبسبب افتقادها لداعم خارجي، فقد تلمست من الداخل البحث عن حلفاء.
هكذا جاء مؤتمر تحالف الأقليات نوعاً من اللويا جيركا الإثنية ـ الطائفية ـ القبلية، لتشكيل ائتلاف سياسي قابل للتوسّع داخلياً، وإمكانية الحصول على دعم دولي من الخارج من أجل تقوية موقفها في عملية التفاوض مع حكومة الشرع.
وما يلفت الانتباه غياب أي إشارة إلى الانفصال أو الاستنجاد بالخارج، وهذه نقطة تُحسب للمؤتمر، لأنه نجح في جر تيار الهجري من البحث عن خيارات خارجية إلى البحث عن خيارات داخلية، ظاهرياً على الأقل، كما جاء في منطوق البيان الختامي للمؤتمر، إذ دعا البيان إلى دستور ديمقراطي يعزّز التنوع القومي والثقافي والديني، ويؤسّس لدولة لامركزية تضمن المشاركة الحقيقية لكل المكونات، والمطالبة بإعادة النظر

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم