مصر انتقائية الإفراج تفضح السجون والقرار السياسي
انتقائية الإفراج تفضح سجون مصر والقرار السياسي
/> أسامة غريب صحفي وإعلامي مصري. 19 اغسطس 2025 | آخر تحديث: 12:05 (توقيت القدس) + الخط -صورة برّاقة على الشاشات تخطف الأنظار، لكنّها تخفي خلفها واقعاً قاسياً من القهر والتدوير والغياب القسري في مصر، حيث لا توزّع الحرية إلا بانتقائية تخدم المشهد السياسي. في مشهد احتفالي مُصمم بعناية، ظهر علي حسين مهدي، الذي كان يُقدم على أنه صوت من أصوات الخارج، يخرج من السجن وكأنه عاد من استراحة مطولة، بوجه ممتلئ وبشرة هادئة، يتحدث عن مركز احتجاز وكأنه فندق رعاية. اللقطات لم تُعرض بوصفها خبراً عادياً، بل هي رسالة سياسية متعمّدة: ها هو من انتقدنا بشدة يعود ليقول إننا لسنا كما الصّور.
لكن ما بدا في الكاميرات لحظةً إنسانية، كان في جوهره مشهداً دعائياً بامتياز. صورة مُختارة بدقة، وزوايا تصوير محسوبة، ومفردات إعلامية تلمع السجون وتلمع السلطة، بينما الواقع على الأرض مختلف تماماً. فلو كانت تلك المعاملة هي المعيار، لكانت آلاف الأسماء التي غابت خلف الجدران منذ سنوات قد خرجت قبل أن تنطفئ أعمارها في الزنازين.
فلو كانت تلك المعاملة هي المعيار، لكانت آلاف الأسماء التي غابت خلف الجدران منذ سنوات قد خرجت قبل أن تنطفئ أعمارها في الزنازين
خذوا مثلاً أسرتي، لا بوصفها مأساةً فردية، بل هي نموذج حي لآلاف النماذج. والدي، رجل ستيني، يقضي سنواته متنقلاً بين السجون، ليس لجرم ارتكبه، بل لأن التعليمات الأمنية تقرر استمرار احتجازه مهما جاءت أحكام البراءة. يسميها الحقوقيون إعادة التدوير، لكنّها في الحقيقة إعادة إنتاج للقهر، وكأن الحرية خطأ يستوجب العقوبة.
أخي عمر، معتقل منذ عام 2016، كان على بُعد أيام من زفافه حين أُخذ من بيننا. عشر سنوات مضت، ليس فيها إلّا السجن والانفرادي والتحقيقات المكرّرة، شبابه ذاب بين القضبان، بلا أفق ولا نهاية. حتى بعد انتهاء قضاياه، يعودون لإلقائه في زنزانة جديدة، بنفس النمط، وكأن الزمن خارج السجن لا يعني شيئاً.
أما أخي أحمد، فعمره 27
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على