السودان ومعادلات اليوم التالي للحرب
السودان ومعادلات اليوم التالي للحرب
آراء /> بشار نرش 14 فبراير 2025 alt="حرب السودان"/>+ الخط -تحوّلت عبارة اليوم التالي، في الأشهر الأخيرة، إلى ترند شائع في الصحافة والإعلام، فبعدما شاع هذا المفهوم بكثرة أثناء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، يحضر اليوم هذا المفهوم بقوة في المشهد السوداني، ولا سيما بعد التطورات أخيراً، والتي يبدو أنّها بدأت ترسم ملامح المرحلة المقبلة في السودان، وتثير التساؤلات حول اليوم التالي للحرب.
تطوران مهمان خلال الأيام الماضية يرسمان ملامح المرحلة المقبلة في السودان: الأول إعلان قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان عن خريطة طريق للإعداد لمرحلة ما بعد الحرب، واستئناف العملية السياسية الشاملة في البلاد، والذي أثار جدلاً كبيراً بين السودانيين، خاصة لدى القوى السياسية المدنية، التي تباينت ردود فعلها حول هذه الخطوة بين متفائل بإمكانية إحداث تغيير حقيقي في المشهد السياسي للبلاد التي مزقتها الحرب، ومتشكك في جديتها وأهدافها الحقيقية، وفريق ثالث يرى فيها إعادة لتركيب المشهد السوداني قد يفضي إلى انقسام البلاد.
إذ تظهر القراءة المتأنية لهذه الخريطة، التي تضمّنت في أهم بنودها تشكيل حكومة حرب خلال الفترة المقبلة تتكون من كفاءات مستقلة (تكنوقراط) لاستكمال مهام الانتقال، وإعانة الدولة على تجاوز تبعات الحرب بعد إجراء التعديلات اللازمة في الوثيقة الدستورية، وإجازتها من القوى الوطنية والمجتمعية، أنّها تغفل أهم أمر في الواقع السوداني، وهو الحرب الدائرة، التي لم تنتهِ بعد، والتي لا تزال مناطق عديدة تقع تحت وطأتها، لذلك ترى العديد من القوى السياسية والمجتمعية السودانية أن من الصعب التكهن بتكوين حكومة مستقلة من الكفاءات، تعمل على بناء السلام وتهيئ الأوضاع للانتقال الديمقراطي، في ظل استمرار النزاع المسلح في السودان، ويرون في هذه الخطوة مجرّد خطة لاستدراج زمني غير محدود بمواقيت محددة للاستمرار في السلطة، وأيضاً سبباً لاتساع نطاق الاختلافات السياسية التي ستكون مبرراً إضافياً لاستمرار الحرب واتساع نطاقها، ولا سيما أنّ هذه الخريطة لا تزال تفتقر إلى الوضوح في بعض القضايا الرئيسية، مثل آليات إنهاء الحرب، ومستقبل القوات
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على