الوحش والجميلة والذكاء الاصطناعي

٥ مشاهدات

الوحش والجميلة والذكاء الاصطناعي

آراء

المهدي مبروك

/> المهدي مبروك

وزير الثقافة التونسي عامي 2012 و2013. مواليد 1963. أستاذ جامعي، ألف كتباً، ونشر مقالات بالعربية والفرنسية. ناشط سياسي ونقابي وحقوقي. كان عضواً في الهيئة العليا لتحقيق أَهداف الثورة والعدالة الانتقالية والانتقال الديموقراطي.

18 اغسطس 2025 alt="الذكاء الاصطناعي"/>

(Getty)

+ الخط -

شاهد ملايين البشر كيف التهم حوت الأوركا في عرض جماهيري مدرّبته الحسناء جسيكا. كان المشهد حقيقة مروّعاً، سواء لمن حضر مباشرة ذلك العرض المشؤوم، أو من تابعه في منصّات التواصل الاجتماعي. نقلته ملايين الصفحات بكل اللغات، وحبست البشرية أنفاسها وتألّمت. كانت مشاهد التهام الحسناء مروّعة، وهي تختفي بين أسنانه الحادّة ودماؤها تفور، حتى إن بعض صفحات مواقع التواصل طلبت من ذوي القلوب الضعيفة عدم متابعة المشهد حتى آخره خوفاً عليهم من مضاعفات الانفعالات القوية. ولقد لطف بنا الله، وبجسيكا وبالحوت، حين كُذَّب الخبر لاحقاً، وتبيّن أنه من وحي خيال الذكاء الاصطناعي.
أثبت الذكاء الاصطناعي بذيوع الخبر وانتشاره اللافت في مختلف شبكات التواصل الاجتماعي قدرة فائقة في إدارة الاقتصاد السياسي للعواطف الجيّاشة، وبكثير من الحكمة والحبكة. إنه درسٌ عميقُ الدلالة في قدرة التقنيات المذهلة على إنتاج عواطف ومشاعر مكثّفة لا يرقى إليها الشكّ. كانت الصورة وحدها قادرة على إنتاج الحقيقة وإخراس المشكّكين، وهي إلى حدّ قريب سيّدة الحقيقة، غير أنها تغدو خدّاعة، إذ يمكن إنتاجها من خيال مجنّح بعيد. يبدو أن البشرية ستعيش مستقبلاً برزخاً لا يمكن لها تماماً فرز الحقيقة فيه من الخيال، أو على الأقلّ سيتشابكان في ثنائية صمّاء، حتى تشتبه عليهم الحقيقة والخيال، الواقع والحلم معاً. ظلّت الصورة جزءاً من المعرفة والعقلانية التي راكمتها البشرية خلال تاريخ عقلها الطويل، غير أنها مع الذكاء الاصطناعي، ومختلف تقنيات التواصل الافتراضي، غدت بانية لعلمها الخاصّ، فلا هو حقيقة ولا هو خيال... إنها افتراض أقرب إلى البرزخ المذكور.

يبدو أن البشرية ستعيش مستقبلاً برزخاً لا يمكن لها تماماً فرز الحقيقة فيه من الخيال

إلى جانب هذه القدرات الفائقة للتقنيات على إنتاج

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم