المقاطعة الصامتة
المقاطعة الصامتة
/> سلوى زكزك مدوّنة سورية تقيم في دمشق. تكتب مقالات وتحقيقات صحافية. وصدرت لها ثلاث مجموعات قصصية. تكتب في مواضيع النسوية والجندر وتهتم بقضايا العنف الاجتماعي. 17 اغسطس 2025 + الخط -يصف البعض صفحات التواصل الاجتماعي بالنيران المُشتعلة التي تؤجّج الفتن وتزيد من حدّة الشرخ المجتمعي في سورية. وثمّة محاولة لتعميم أنّ ما يجري على الأرض مختلف، وكأنّ السلم الأهلي في عزّ انتعاشه وامتداده ليشمل الأغلبية!
في الحقيقة، الصورتان غير صحيحتين، مع أنّ الأولى لا ترتبط بالثانية مطلقًا لتتعاكسا أو تتوافقا. على الأرض ثمّة نزاع حقيقي لكنه صامت، ولا يكاد يفلت منه إلا بضعة أصوات لا يسمعها أحد وربما لا يرغب أحد في سماعها من أصله.
بصمتٍ خفي، ومن دون إعلان بالمقاطعة، وصلت حمّى المقاطعة إلى التسوّق. حتى في دول اللجوء تغيّرت المعادلة بشكل واضح! فجأة استقبل صاحب أحد محال التسوّق، والتي تبيع منتجات سورية وكلّ ما يخصّ الثقافة المجتمعية السورية، خاصة الطعام والهدايا، أعداداً كبيرةً من الزبائن الجدد، الذين لم يسبق لهم أن اشتروا منه ربطة خبز سوري. واللافت أنهم أتوا من مناطق بعيدة يوجد فيها محلّ أو أكثر لبيع المنتجات السورية. صرّحوا له علانية بأنّ صاحب ذاك المحل في مناطق سكنهم، وهم الذين اعتادوا على التسوّق اليومي منه، موافق ومؤيّد لما يجري في السويداء والساحل السوري وسواهما من المناطق. والكلّ يبرز الإثبات على ذلك، وهي منشوراته على صفحته على منصّة فيسبوك. إذن، لا انفصال ولا اختلاف هنا بين الواقع ومساحات التواصل، بالعكس كلّ منهما مرآة للثاني وانعكاس واضح وصلب له، إلى درجة أنّ إبراز القرائن حاضر وسريع ومتماسك.
يهمس رجل ستيني لصاحب المحل بأسلوب الخبير في العلاقات العامة والتجارة: لازم تزيد بضاعتك. الكل سيصبحون زبائنك!
والحقيقة أنّ صاحب المحل سعيد بذلك، لكنه يقسم بأنْ لا يد له في ذلك، وبأنه في الحقيقة لا يريد سرقة زبائن شركائه في المصلحة.
تتعدّد المآزق، والأسئلة حقول ألغام، والأفضل تأجيلها
تلجأ الناس، خاصة المتأثّرة بما يحصل
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على