الروح الذاتية عند هيغل الوعي بوصفه حركة وتحققا
الروح الذاتية عند هيغل: الوعي بوصفه حركة وتحقّقاً
/> عاصم أمين كاتب سوري ومدرس للفلسفة، مقيم في ألمانيا. 15 اغسطس 2025 + الخط -تمثل الروح الذاتية في فلسفة هيغل لحظة مركزية في جدلية الروح ككل، وهي مرحلة تسبق الروح الموضوعية والمطلقة، وتشكل الحلقة الوسيطة بين الوعي الفردي المتناهي وتحقيق المطلق في ذاته ولذاته. فالروح ليست كيانًا ساكنًا أو جوهرًا مفارقًا، بل هي حركة جدلية تنطوي على تحولات مستمرة من الوعي إلى الوعي بالذات، ومن ثم إلى الروح التي تدرك ذاتها ككل تاريخي وتكويني. وفي هذا السياق، تُفهم الروح الذاتية على أنها تلك اللحظة التي يغدو فيها الوعي الذاتي قادرًا على الارتقاء إلى مقام العقل من خلال التجربة التاريخية والتربوية والثقافية، بحيث لا تعود الذات مجرد فرد منعزل بل تعبيرًا عن الكل المتعين في السيرورة.
جدلية الوعي والوعي بالذات
ينطلق هيغل في فينومينولوجيا الروح من تحليل الوعي في علاقته بالعالم الموضوعي، ثم ينتقل إلى الوعي بالذات بوصفه شرطًا لتجاوز التشيؤ والانفصال. الوعي، بحسب هيغل، لا يُعرِّف نفسه جوهريًا، بل عبر علاقته بالمغاير، إنه يتحدد من خلال السلب، من خلال التوسط، ومن خلال نفي المباشر. لذلك، فإن الذات لا تكتسب هويتها إلا عبر صراعها مع الآخر.
في لحظة الوعي بالذات، يدخل هيغل في جدلية السيد والعبد، حيث يبرز الصراع بوصفه الطريق نحو الاعتراف. لا يتحقق الوعي الذاتي إلا عبر نفي الآخر ومن ثم إعادة إنتاج الذات في الآخر. وهذا الصراع ليس عدوانيًا صرفًا، بل هو ضرورة بنيوية: لا وعي ذاتياً بدون علاقة مع آخر يعترف بي ذاتاً. وهكذا، لا توجد الروح الذاتية في عزلة ميتافيزيقية، بل تتشكل تاريخيًا عبر العمل، النفي، التربية، والاعتراف.
من الوعي الذاتي إلى الروح
حين يخرج الوعي الذاتي من عزلته، يكتشف أنه ليس فردًا قائمًا بذاته، بل هو جزء من سيرورة أكبر هي الروح. هنا تبدأ الروح الذاتية بالتشكل. فبحسب هيغل، الروح هي الذاتية الحقيقية التي حققت ذاتها، أي أنها لا تكتفي بأن تكون
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على