هزيمة العقل
هزيمة العقل
موقف /> ممدوح عزام كاتب وروائي سوري 15 اغسطس 2025 | آخر تحديث: 05:03 (توقيت القدس) إدوارد شهدا/ سورية + الخط -استمع إلى الملخص
اظهر الملخص - في عام 1970 بجامعة دمشق، لم يكن النقاش حول صحة آراء طه حسين في في الأدب الجاهلي محور اهتمام الشباب، بل كان التركيز على منهجه في تحرير العقل والإصلاح الثقافي.- رغم مرور خمسين عامًا، لم تتمكن العلمانية والعقلانية من كبح جماح التطرف الديني، حيث استمرت القيم المتطرفة في السيطرة على الوعي الجماهيري.
- تلاشى المشروع التنويري لطه حسين، وفشلت محاولات المفكرين العرب في تغيير الوعي الشعبي، بينما استمر المشروع السلفي في الهيمنة.
لم تكن قضية الشعر المنحول، في كتاب في الأدب الجاهلي. وهو النسخة المقبولة رقابيا من كتاب في الشعر الجاهلي لطه حسين، الذي ثار ضده التطرف والتزمت الديني، أو الخلاف حول صحة رأي العميد، أو عدم صحته، تشكل محور لنقاشاتنا، نحن الشباب الذين كنا في العشرين من العمر، في تلك السنة من عام 1970 في جامعة دمشق، بل المنهج الذي اتبعه في دراسة الشعر، وتحرير العقل، والإصلاح الثقافي للعقل العربي، والبحث عن سبل النهوض بالمجتمع. وكما كان الأمر، وقد يبقى، فإن الأساتذة في قسم اللغة العربية، لخصوا فكر طه حسين في موضوع اسمه: الشك الديكارتي، يرفض عبد المنعم تليمة، وكذلك غالي شكري في تناولهما لفكره، أن يحشر منهجه في خانة ضيقة واحدة، وحيدة هي الشك، دون إغفال أهمية ذلك.
في تلك السنة دهشنا ونحن نقرأ عن انفلات الحشود التي لا تقرأ، للتظاهر ضد مادة قرائية من بضعة أسطر سربها لها بعض المتعصبين مشفوعة بتفسيراتهم، وتمكنوا ببساطة شديدة، وبطريقة شفوية للغاية، من تحريكهم ضد الكتاب، وضد المؤلف نفسه، فصودر الكتاب، وأرغم الكاتب على حذف النص المزعج، وإعادة إصدار الكتاب بعد تغيير عنوانه.
كنا نعتقد أن العلمانية، والعقل، والدين المعتدل، قد أرغموا التطرف والتزمت الديني على التراجع، أو الانكفاء، أو أنهم قد أسقطوا مشروع التطرف كله،
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على