غزة ابنة البحر الأخيرة
غزّة… ابنة البحر الأخيرة
زوايا /> سما حسن كاتبة وصحفية فلسطينية مقيمة في غزة، أصدرت ثلاث مجموعات قصصية، ترجمت قصص لها إلى عدة لغات. 13 اغسطس 2025 alt="بحر غزة"/>طفل فلسطيني يجلس على صخرة أمام البحر في غزّة (9/6/2025 Getty)
+ الخط -هل علينا أن نتساءل بين أنفسنا، ونهمس في عجزٍ لا يخفى: ما أشبه اليوم بالبارحة؟ ما ينتظر مدينة غزة، آخر قلاع البحر النائمة والمثخنة بالجراح والألم، هو ما حدث فعلاً ليافا مثلاً؛ المدينة التي تعرّضت عام 1948 لأكبر عملية عسكرية أدّت إلى سقوطها أمام الهجمات الصهيونية، والتي صاحبها تدمير واسع لكل مظاهر الحياة، بما في ذلك قتل البشر والحجر. وقد أدّى ذلك، وبنتائج متسارعة، إلى إحداث تغييرٍ ديموغرافي كبير في المدينة، حتى أصبح معظم سكّانها اليوم من اليهود، مع أقلية من العرب. وهذا ما يتوعّد به نتنياهو غزة، آخر المدن الفلسطينية المطلّة على ساحل البحر الأبيض المتوسط، التي لا تزال تحتفظ بطابعها العربي والإسلامي، رغم كل ما تعرّضت له تاريخيّاً من هدم وتدمير.
لا تزال إسرائيل تبثّ تهديداتها لاحتلال مدينة البحر الأخيرة، التي نسمّيها غزة هاشم، حيث يسكنها حاليّاً قرابة 800 ألف إنسان فرّوا من شمال المدينة وشرقها، وأصبحوا في مركزها، ولاذوا بأحيائها العتيقة والحديثة مثل أحياء الرّمال، والنّصر، والشّيخ رضوان. وهي أحياء تعرّضت لإخلاءات متكرّرة، لكن السكان عادوا إليها، وربّما لم يغادر معظمهم بيوتهم أصلاً، لأنهم ببساطة لا يعرفون غيرها. وغالباً هم من سكّان المدينة القدامى وأبنائهم، ممن وُلدوا في العقد الأخير من القرن الماضي، وعاشوا حياة قاسية بسبب الحروب المتتالية. ورغم ذلك، لم يفكّروا بالهجرة حتى حين كانت السّبل متاحة، قبل إغلاق معبر رفح نهائياً منذ نحو عام وثلاثة أشهر.
لمدينة غزّة، التي يتوعّد نتنياهو باحتلالها، خصوصيّة بين المدن الفلسطينية الكبرى؛ فهي المدينة الأخيرة التي لم تقع في قبضة الاحتلال بشكل كامل على غرار رفح وخانيونس. ولا يزال أهلها مرابطين، حتى مع تعرّضهم للإبادة المستمرّة، فأغلبهم لم يستجيبوا لأوامر النّزوح والإخلاء التي وُجّهت
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على