بين سردية الاعتراف وسردية الوجود
عقدة الثمانين ... بين سرديّة الاعتراف وسرديّة الوجود
/> ياسر قطيشات باحث وخبير ومؤلف في السياسة والعلاقات الدولية والدبلوماسية، من الأردن. 12 اغسطس 2025 | آخر تحديث: 11:49 (توقيت القدس) + الخط -في الشهر القادم، أيلول/سبتمبر، تعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة دورتها الثمانين، وسط مشهد دولي متغيّر وصراعات تُشعلها إسرائيل، تتخذ أبعاداً رمزية ومعنوية لا تقلّ أهمية عن وقائع الجغرافيا والسياسة، لكن ما يلفت النظر هذا العام ليس مجرّد الزخم المُتصاعد للاعتراف بالدولة الفلسطينية، بل التزامن الذي يبدو عابراً للصُدف، حين يتقاطع هذا الاعتراف المحتمل مع الرقم (80)، الرقم ذاته الذي طالما أرّق المخيال الصهيوني، وارتبط في رواياته الدينية والتاريخية بسقوط الممالك اليهودية قبل أن تُكمل عامها الثمانين!
لم تكن الرواية الصهيونية، منذ احتلال فلسطين وقيام الكيان عام 1948، بعيدة عن المخاوف الوجودية، بل يمكن القول إنّ عقدة الوجود شكّلت أحد المُرتكزات النفسية والسياسية العميقة للدولة العبرية، رغم ما تحظى به من دعم غربي غير مسبوق.
وتستند بعض التيارات اليهودية، خاصة في أوساط المستوطنين والمُتدينين القوميين، إلى نصوص توراتية وتلمودية تُشير إلى أنّ الكيانات اليهودية التي أُقيمت على أرض الميعاد لم تدم أكثر من ثمانين عاماً، سواء في زمن داوود وسليمان، أو في عهد المكابيين.
وفق هذه السردية، فإنّ العام الثمانين من عمر دولة إسرائيل ليس مجرّد رقم، بل هو تاريخ له دلالة نبوئية، يُعاد استحضاره في الأوساط الصهيونية، كلّما تعاظمت أزمات الداخل، وتعمّقت الهوّة بين المكوّنات المجتمعية والسياسية واشتدّت العزلة الدولية.
كم من رقم ارتبط بمجزرة، أو نكبة، أو ثورة، وتحوّل إلى محفّز لسردية تاريخية كاملة؟
من هنا، لا تبدو الدورة الثمانون للجمعية العامة حدثاً عابراً في شكله الرقمي، فحين يتجه العالم نحو توسيع الاعتراف بفلسطين دولة كاملة العضوية على حدود 1967، في الدورة ذات الرقم (80)، فإنّ الرمز يصبح أبلغ من السياسة، فالتقاء هذا الرقم مع لحظة التحوّل في الموقف الدولي من القضية الفلسطينية يمنح الحدث بُعداً رمزياً ومعنويًا يتجاوز التوقيت، ويضرب في عمق
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على