التوحيدي مثقف عضوي أم لامنتم

٧ مشاهدات

سؤال النموذج ... أو التوحيدي مثقّف عضوي أم لامنتمٍ؟

آراء

محمد أبو رمان

/> محمد أبو رمان أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأردنية والمستشار الأكاديمي في معهد السياسة والمجتمع. 12 اغسطس 2025 alt="أبو حيّان التوحيدي... محنة مثقف عضوي في الثقافة العربية القديمة"/>+ الخط -

يقدّم كتاب محمد همّام أبو حيّان التوحيدي... محنة مثقف عضوي في الثقافة العربية القديمة (المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الدوحة، 2025) جهداً معرفياً وفلسفياً مهمّاً في تحليل تجربة التوحيدي وتطوّره الروحي والفكري، ويكشف عمق أزماته النفسية وقلقه الوجودي، وسؤال المعنى الذي سيطر على كتاباته. غير أن أطروحة الكتاب المركزية (اعتبار التوحيدي مثقفاً عضوياً بالمعنى الغرامشي) تفتقر إلى الدقّة، بل قد تكون مُضلِّلة.
على الرغم من أن التوحيدي انشغل بأسئلة جوهرية عن العقل والدين والمجتمع، وترك تراثاً زاخراً يعكس وعياً فلسفياً، إلا أنّ تصنيفه ضمن فئة المثقف العضوي، كما حدّدها أنطونيو غرامشي، يبدو بعيداً كلّ البعد عن النموذج الحقيقي الذي يقدّمه. فغرامشي يعيد تعريف المثقّف، لا بوصفه مجرّد ممارس فكري أو كاتب، بل فاعلاً اجتماعياً يشتبك مع الواقع، ويقود عملية التحوّل الثقافي والسياسي، ضمن حرب مواقع، تهدف إلى زعزعة هيمنة البنية الطبقية البرجوازية السائدة.

لم يكن التوحيدي مثقّفاً عضوياً، بل مثقّفاً وجودياً غارقاً في مأساته الشخصية

التوحيدي، كما يكشف تحليل سيرته وكتاباته، لم يكن قريباً من هذا النموذج. فهو لم ينخرط في مشروع جماعي واضح، ولم يكن صوته متّجهاً إلى تعبئة الطبقات المهمّشة أو إنتاج وعي مضادّ، بل كان أقرب إلى مثقّف معزول، متألّم، ساخط، ينتمي إلى ذاته، ويكتب من موقع الغربة لا التغيير. هو أقرب إلى ما وصفه عبد الرحمن بدوي بـالمثقّف الوجودي، وربّما بدقّة أكبر، ينتمي إلى ما صاغه كولن ولسن لاحقاً في اللامنتمي، ذاك المثقّف الهشّ، المتشظّي، الذي لا يجد مكاناً له لا في السلطة ولا ضدّها، ويعيش قلقاً دائماً من الزمان والمكان، يحاور العدم والانتحار والكآبة.
لم يكن التوحيدي مثقّفاً عضوياً، بل مثقّفاً وجودياً غارقاً في مأساته الشخصية. كانت انكساراته نفسيةً بقدر ما

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم