اللغة حين تخفف الحروب
اللغة حين تخفف الحروب
موقف /> عمر الشيخ كاتب سوري 11 اغسطس 2025 | آخر تحديث: 07:03 (توقيت القدس) غرفة صفية في إحدى مدارس كينيا، 2016 (Getty) + الخط -استمع إلى الملخص
اظهر الملخص - تُعتبر اللغة أداة للسلطة والتصنيف الاجتماعي، حيث يتعلم الأطفال في المدارس اللغة الشرعية التي تمنحهم اعترافاً اجتماعياً، وتُستخدم كآلية تصنيف وإقصاء، مما يجعلها وسيلة لتحديد من يحق له الكلام.- تلعب اللغة دوراً في تشكيل الوعي العام، حيث تُستخدم في الإعلام والمنصات الرقمية لتغليف العنف وإعادة تأطير الأحداث، مما يؤثر على الذوق العام ويحدد من يُسمح له بأن يُصغي إليه.
- يشير نغوجي واثيونغو إلى أن اللغة تحمل الثقافة والهوية، وعندما يُنتزع الفرد من لغته الأم، يتأثر صوته الداخلي، مما يؤثر على الفرد والجماعة، وتتحول اللغة إلى أداة لإخفاء المعاناة.
يستعيد المرء صورة الطفولة في المدرسة من خلال مشهد لغوي خاطف: في الصف الأول، يقف الطفل أمام المعلمة ليعرّف عن اسمه، فينطقه كما اعتاد في بيته، باللهجة التي يسمعها كلّ صباح مع العائلة، لكن ابتسامة المعلمة المرتبكة، وتصحيحها الفوري لطريقة نطقه، تقول ما هو أبعد من الكلمات. يحيلنا هذا المشهد على تأمل اللغة بوصفها سلطة تتسلل إلى الوعي، لا مجرد وسيلة للتواصل، إذ يكفي تصحيح بسيط، أو تلميح عابر، ليعيد تشكيل العلاقة بين المتكلم ومجتمعه، فتصبح اللغة أداة تأديب ناعمة، ترسم حدود المقبول، وتحدد من يحق له أن يتكلم، وبأي نبرة.
تشكيل ذاتي
اللغة بيتٌ نسكنه من الداخل، وحين يُطلب مغادرة هذا البيت إلى لغة لا تشبهنا، لا نفقد القدرة على الكلام فحسب، بل نبدأ بالتشكيك في أنفسنا. ويعبّر الكاتب الكيني نغوجي واثيونغو عن هذا بدقّة حين يقول: اللغة تحمل الثقافة، والثقافة تحمل النظام الكامل للقيم التي نُدرك من خلالها ذواتنا وموقعنا في العالم.
في الصفوف الأولى، يتعلم الأطفال القراءة والكتابة، ويتعلمون ما يُسمّى، وفقاً لتحليل عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو، اللغة الشرعية، أي الشكل المقبول اجتماعياً من اللغة الذي يُمنح من
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على