الإدمان على المعارضة

٧ مشاهدات

الإدمان على المعارضة

موقف

فوّاز حداد

/> فوّاز حداد

روائي سوري، ولد في دمشق، أصدر أول رواياته موزاييك عام 1991. لديه إحدى عشرة رواية ومجموعة قصص قصيرة.

05 اغسطس 2025 | آخر تحديث: 08:03 (توقيت القدس) جزء من عمل لـ سعد يكن/ سورية + الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص - المثقف هو ضمير الأمة وناقد السلطة، ويجب أن يستند إلى الحقيقة والعقل بعيداً عن الأهواء الأيديولوجية لتجنب تزييف الوعي.
- المعارضة الحقيقية تتطلب معرفة دقيقة وموضوعية بالواقع، وتقديم بدائل قابلة للنقاش، مع التمييز بين الرأي والمعلومة، وتجنب الشائعات والتلفيقات.
- المثقف المعارض يجب أن يراجع ضميره ويعتمد على التواضع المعرفي والانفتاح على الحوار، مع تحمل المسؤولية عن كل ما يُقال أو يُفعل، والتمييز بين المعارضة كقيمة نبيلة وأيديولوجيا جاهزة.

غالباً ما يُنظر إلى المثقف على أنه ضمير الأمة والناقد الدائم للسلطة. هذه صورة بسيطة، لكنها تمثل جوهر تعريف غرامشي للمثقف العضوي، وإدوارد سعيد للمثقف النقدي. غير أن هذه الصورة لا يمكن أن تتحقق إلا عندما يقف المثقف على أرضية الحقيقة، ويحتكم في مواقفه إلى العقل والوقائع، لا إلى الميول والانفعالات والغرائز، أو الأهواء الأيديولوجية. وعندما يتنازل عن العقل، أو يتحايل على الوقائع، يتحول إلى مشارك في تزييف الوعي.

كيف يكون المثقف معارضاً؟ وبأية أدوات؟ وما حدود مسؤوليته تجاه الحقيقة، حين يقف في موقع المواجهة مع السلطة أو ضد السائد، هل يجوز له أن يتلقف الشائعات، ويعيد نشر الأكاذيب، ويعتمد على التلفيقات، إذا كانت تخدم توجهاته، أو تعزز السردية التي يتبناها؟ هذه الممارسات باتت رائجة في زمن الشبكات الاجتماعية، حيث يسهل ترويج أية معلومة من دون التحقق منها، ما دام الفسابكة وغيرهم، لا يهتمون بالحقيقة، وإنما بما يتوافق مع قناعاتهم، والأغلب أهوائهم.

غواية المعارضة مغرية؛ لأنها تمنح صاحبها شعوراً بالتفوق الأخلاقي، وبالاستقلالية، وربما بالبطولة الفردية. وهي كذلك مغرية لأنها تجعل المثقف في موقع الضحية النبيلة فيما لو تعرض لأي اعتداء. لكن ما لم تكن المعارضة مؤسسة على المعلومة الدقيقة،

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم