اختراق مايكروسوفت يفتح ملف السيادة الرقمية المنقوصة

مدونات

محمد صالح

في الأيام الأخيرة، كُشف عن اختراق واسع النطاق لخوادم (Microsoft SharePoint) حول العالم، في هجوم سيبراني كبير أثار مخاوف متزايدة بشأن الأمن الرقمي. ووفقاً لتقارير صدرت عن مصادر مثل The Economic Times وGovTech، جاء الأردن ضمن الدول الخمس الأكثر تضرراً، إلى جانب الولايات المتحدة، وموريشيوس، وجنوب أفريقيا، وهولندا. هذا الحدث يعيد إلى الواجهة تساؤلات جوهرية حول حدود السيادة الرقمية، خصوصاً عندما يتضح أن أنظمة محلية يمكن اختراقها عبر بنى تكنولوجية تعتمد بشكل أساسي على أطراف خارجية. فهل نملك حقاً سيادة رقمية كاملة؟ أم أننا نمارس إدارة تشغيلية مؤقتة ضمن فضاء لا نتحكم بكل مفاتيحه؟

إن توارد هذه الأنباء يعيد طرح قضية مركزية لم تنل بعد حقها من النقاش الجاد، رغم أهميتها القصوى في تشكيل مستقبل الدولة الحديثة وضمان استقلالها الرقمي. فقد كشفت الثغرة الخطيرة في خوادم (SharePoint) عن قدرة المهاجمين على اختراق أنظمة مؤسسات عديدة، بعضها يحتفظ بخوادمه داخلياً ضمن البنية الوطنية، بعيداً عن السحابات الأجنبية. وللوهلة الأولى، قد يبدو أن هذا النوع من الهجمات يستهدف دولاً لا تمتلك بنية رقمية مستقلة أو تعتمد بالكامل على مزوّدي خدمات أجانب. لكن المفارقة أن كثيراً من الخوادم المستهدفة كانت محلية ومملوكة للمؤسسات نفسها، ما يدحض الفكرة الشائعة بأن استضافة البيانات محلياً تضمن الحماية تلقائياً، دون بنية سيادية وأمنية فعالة.

فحتى عندما يكون الخادم داخل المؤسسة، تظل البرمجيات التي تُشغله خاضعة لسيطرة الشركة الأم. ونظام (SharePoint)، كمعظم البرمجيات المغلقة المصدر، لا يسمح للعميل بفحص شيفرته المصدرية، ولا يتيح له تقييم بنيته الأمنية بشكل مستقل. كما أن اكتشاف الثغرات الأمنية ومعالجتها يتم خارجياً، ويُبلّغ بها المستخدمون في وقت