شيلوك وإخوانه بيننا
شيلوك وإخوانه بيننا
/> ضحى شمس كاتبة وصحافية لبنانية. 03 اغسطس 2025 + الخط -موسيقى تصويرية حزينة تُرافق الفيديو الذي تعرضه الشاشة الإخبارية. الصورة مُفزعة بتفاصيلها. ها نحن نرى ما الذي يعنيه، وبوضوح، وبتفاصيل رهيبة، أن يكون الإنسان فعلياً وحرفياً قد صار جلداً على عظم.
هيكل عظمي اسمه كارم الجمل، سبعة وعشرون عاماً. قفص صدري مدوّر يبرز وحده كصندوق منتفخ وفارغ ملتصق جلده بالضلوع، وسط أطراف طويلة متيبّسة كالقديد في الشمس، عظام مفصّلة كما في درس التشريح، زادها النحول المُطلق تمدّداً كما لو كانت قد طالت بفعل الجوع، تماماً كما تفعل جذور النباتات العطشى حين تنغرز عميقاً في الأرض للبحث عمّا قد تقتات به، أيّ شيء قد يردّ إليها الروح، من دون أن تفلح.
تكاد تلك الموسيقى الحزينة أن تكون شتيمة لنا، صراخاً في آذاننا نحن المشاهدين. تكاد تقول حسناً، إن لم تحزنكم الصورة بما يكفي لتتحرّكوا، فلنضف إليها هذه الموسيقى الحزينة لعلّها تمسّ قلوبكم، أنتم يا من هم خلف الشاشات، تشاهدون الأخبار. ربما تستفز إنسانيتكم لتتحرّكوا، لفعل أيّ شيء نجدةً للمُجوّعين من أبناء جلدتكم العربية، وهي جلدة تبدو أشدّ تيبّساً من عظام كارم الجمل.
روم بارسلافسكي، الجندي الإسرائيلي الأسير في غزّة، أيضاً مجوّع. يبدو في الفيديو الذي عرضته الشاشات نحيلاً جداً، لكن وضعه أفضل من الجمل الذي توفي أمس. الجندي، هو الآخر يسترحم أبناء جلدته الإسرائيليين ليسمحوا لشاحنات المساعدات أن تدخل إلى القطاع، فلا يجوع هو. مع أنّي متأكّدة من أنّ طعامه كان مؤمّناً، أكثر بكثير من سائر الفلسطينيين بما فيهم حرّاسه. لا، لا أستطيع أن أشمت بجوعه ولو كان عدوّاً. لست متوحّشة مُصابة ببلادة الأخلاق البشرية مثلهم. لكن حكومته اعتبرته ميّتاً منذ قرّرت تفعيل بروتوكول هنيبعل، سرّاً بداية ثم علناً.. والأسرى كما قال بتسلئيل سموتريتش أمس، تتم معالجة مشكلتهم بعد انتهاء الحرب، والحرب بالطبع لا تنتهي، ما دام مجرمو الإبادة في السلطة.
شغلتني في الأيّام الأخيرة الماضية عن غزّة، أحداث كبيرة. بعضها شخصي، وبعضها
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على