الجميلة والوحش وإخوة يوسف
الجميلة والوحش... وإخوة يوسف
آراء /> لميس أندوني كاتبة وصحفية من الأردن 03 اغسطس 2025 alt="نتنياهو قاتل الأطفال"/>+ الخط -لو حاولنا رواية ما يحدث في غزّة بعيداً من التحليلَيْن، السياسي والقانوني، سنخلص إلى وحشٍ يقود حرب إبادة ضدّ شعب كامل، بأحدث الأسلحة، ولا يكتفي، بل يستعمل التجويع لإنزال الموت البطيء من خلال فرض حصار مُحكَم، ثمّ يأتي العالم ويتوسّل إليه بأن يسمح بتمرير فتات الطعام إلى ضحاياه، ويقبل شروطه، ويتصرّف وكأنّ هناك قحطاً أو كارثة طبيعيّة في منطقةٍ نائيةٍ يصعب الوصول إليها، فيما نُغفِل القاتل ونطلب رضاه. وأهل غزّة هم أفضل من يكتب روايتهم، ولكنّني أحاول أن أكتب عارَنا ولن أنجح؛ هو عارٌ لن نستطيع غسله، بل نتابع ونشاهد كيف يأتي مزوّد أسلحة الوحش، ويُتحفنا بفيلم نزوله في غزّة على ظهر مقاتلةٍ حربيةٍ يتحقّق من المصيدة التي نصبها سيّده في البيت الأبيض، تحت مسمّى مراكز إعانة وتوزيع بكلّ برود، ليطمئننا بأنهم سيزيدون حجم الفتات. لكن ستيف ويتكوف لا يقبل (ولا يريد) أن يضمن توقّف عمليات القنص والقصف أو التجويع. مشهد لا يمكن أن يتخيّله أيّ كاتب فيلم ذعر في هوليوود، مع أنّ المقتلة مصوّرة حركةً وصوتاً، وتصل إلى مختلف أرجاء المعمورة. ويتكوف رسول الموت، الذي يلوم الضحية ويغذّي الوحش لينهش لحم الجميلة غزّة، ويجول في العواصم العربية بحرّية، ونحن مجرّد مشاهدين شلّنا العجز، وشلّ حكوماتنا الخوف على ضياع السلطة. لكن المشهد أقبح من ذلك. قبل ذلك يلتقي المجتمع الدولي والدول الكبرى في نيويورك للاعتراف بـدولة فلسطينية، فيما الشعب الذي تُراد له الدولة يذوي، والوحش يقرض أراضيه في سلسلة من إرهاب الجيش الإسرائيلي في غزّة، وإرهاب المستوطنين في الضفة الغربية والقدس المحتلّتَين.
تلتقي دول في نيويورك للاعتراف بـدولة فلسطينية، فيما الشعب الذي تراد له الدولة يذوي، والوحش الإسرائيلي يقرض أراضيه
طبعاً، راعي الوحش (يزوّده بطعام ويشحذ أظافره وأنيابه) يرفض (ويلعن) إعلان نيويورك، لأن الوحش الإسرائيلي وحده المخوّل بتقرير مصير الشعب الفلسطيني، فهو ملْك له، ينهشه متى يرغب،
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على