الرفيق جورج عبد الله
الرفيق جورج عبد الله
موقف زياد بركات قاص وروائي وصحفي فلسطيني/ أردني، عمل محررا وكاتبا في الصحافتين، الأردنية والقطرية، وصحفيا ومعدّا للبرامج في قناة الجزيرة. 28 يوليو 2025 | آخر تحديث: 09:39 (توقيت القدس) المناضل جورج عبد الله بين مستقبليه ببيروت 25 يوليو 2025 (العربي الجديد) + الخط - اظهر الملخص - تجاهلت معظم الفضائيات العربية خبر الإفراج عن جورج عبد الله، باستثناء تلفزيون الميادين الذي احتفى به كرمز لمحور المقاومة، مما يعكس التناقض بين رؤيتين متضادتين.- هناك رغبتان متناقضتان تجاه عبد الله: الأولى تسعى لنسيانه، والثانية تسعى لتأسيطره كرمز لحاضر بائس في الشرق الأوسط، حيث استخدمه حزب الله لإعادة بناء صورته.
- حزب الله استغل رمزية عبد الله، مقدماً نفسه كحركة شاملة تتجاوز الأيديولوجيات، مما ساعده في تحسين صورته في الغرب وأمام معارضيه.
لم تبذل الفضائيات العربية الكبيرة أي جهد يُذكر لنقل وصول جورج عبد الله، آخر اليسار الطهراني في المنطقة على الإطلاق، إلى بيروت على الهواء مباشرة، بل اكتفى بعضها بخبر صغير أو سطر على الشريط الإخباري أسفل الشاشة،
ذلك أنهما زمنان لا يتقاطعان، فكرتان متناقضتان، مشروعان وأسلوبا حياة ليس ثمة مجال ليلتقيا عند حاجز مؤقت، أخلاقي إذا شئت، يتصافحان فيه قبل أن يمضي كل منهما في طريقه.
يضاف إلى ذلك أن الإفراج عن عبد الله ليس خبراً كبيراً، بل مجرد خبر بالنسبة إلى هذه الفضائيات، مثل تدهور حافلة في إحدى القرى الهندية، يمكن بثه في آخر نشرات الأخبار على سبيل التنويع ليس إلا.
وفي العُمق، ثمة رغبتان جامحتان إزاء جورج عبد الله لمن يعرفه تحديداً ويستطيع أن يموضعه في سياق سياسي أو أيديولوجي في المنطقة: واحدة تريده أن يُنسى، وأخرى أن يؤسطر فينسحب ماضيه على حاضر بائس تعيشه جماعات الشرق الأوسط ومجتمعاته. ويمثّل الرغبة الأخيرة تلفزيون الميادين، الوحيد الذي احتفى بعبد الله من بين عشرات الفضائيات العربية، إذ بدا كأن عبد الله هو مشروعه ورمزه الذي يعوّض وجوده الراهن بيننا غيابَ قادة محور المقاومة،
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على