أهل غزة محن متتالية تجعلهم أكثر متانة
أهل غزة.. محن متتالية تجعلهم أكثر متانة
/> آمال فرحات أستاذة جامعية في طرائق التدريس وإخصائية تعليم وتعلّم. 12 فبراير 2025 + الخط -ترامب بدّه يهجر أهل غزة، يقولها شاب غزّي بملامحه المرتاحة، وابتسامته الصادقة أمام عدسة المصوّر، ثمّ يغرق في ضحكٍ ساخر متواصل، ويتابع ولك أهل غزة قاعدين يحفروا بير مي، ورجعوا يبنوها من أول وجديد.
هنا تجد نفسك، بسبب براءة ضحكة المتحدّث، تبتسم، وربما تضحك لا إرادياً، ضحكة تسعدك وتبثّ فيك روح التحدّي والاعتزاز. ثمّ يجول المصوّر بعدسته ليلتقط صور دمار البيوت والخيام التي تؤوي بقايا العائلات من المطر والصقيع لتصل إلى امرأة تخاطب عدوّها من خلال مكبّر صوت الصحافي: ذبحتونا، ماهمناش، قتلتونا، ما همناش، شرّدتونا، ما همناش، وبكلّ طمأنينة ورضى تختم بـ عملتوا فينا البدع، لكن الحمد لله صامدين.
هذه بعض الأمثلة التي تجعل العالم كلّه يتساءل عن سرّ هذه القوّة، وعمّا يعطي الحافز والمثابرة والإصرار لشعب لم تلتئم جراحه، ولم يستعد حياته العادية، ولم يتسنّ له النهوض من تحت الركام، بل ما زال عدّوه يطلّ عليه، بلسان رئيس أعتى دولة في العالم، بالتهديد والوعيد ليقول له: سأشرّدك من أرضك، وأتابع تشويه حياتك، والقضاء على ما بقي من عنفوانك! وفي تهديده الآن يبدو أكثر شراسة من أيّ وقت مضى، بل ويحظى بجوقة أوبرالية تنعق بما يقوله من تهديد لشعب خسر كلّ مقوّمات البقاء.
ما الذي يجعل شعباً عانى كلّ هذه السنين متشبّثاً بأرضه، ثمّ شهد لمدة 476 يومًا القصف والدمار والقتل وخسران الممتلكات والأهل والأولاد والأصحاب ومصادر الرزق، يخرج من كلّ هذا الأذى ويتحدّى بلغة الواثق المطمئن أنّه لن يُهزم ولن يخضع لرغبات عدوّه مهما توعّد وتجبّر؟
العالم يتصرّف كالمشاهد لحلبة صراع، يصفّق للقوي المتسلّط، ويندّد بالمسالم الضعيف
في تاريخ الأمم، نجد أنّ القوي هو من يُبادر بالاعتداء على الضعيف، بدءًا من غزو الإمبراطورية الرومانية لدول أوروبية وأفريقية وآسيوية بهدف التوسّع، مرورًا بقضاء إسبانيا على حضارة الآزتك، إلى عالمنا المعاصر حيث اعتدت روسيا
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على