أطفال قرروا الانتحار... ضحايا التنمر في الصين

لطالما كان التنمر مشكلة قائمة في مدارس الصين، وأدى إلى إصاباتٍ بين الطلاب، وأحياناً إلى وفيات، فيما لجأ طلاب آخرون إلى الانتحار للتخلص من التنمر. وأظهر استطلاع رأي حديث أن نحو 28% من تلاميذ مدارس المناطق الحضرية تعرضوا للتنمر، مع نسبة أكبر من الأطفال في مدارس المناطق الريفية.
ومنذ انتحار الطالب شياو بينغ، في العام الماضي، جرى تداول الكثير من قصص التنمر في المدارس على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي يوم ميلاده، نُشر على حسابه في موقع ويبو (المعادل الصيني لمنصة إكس)، رسالة مؤثرة حول سبب انتحاره، إذ عثرت السلطات الصينية عليه ميتاً في حديقة عامة قرب منزله في جنوب البلاد. وجاء في الرسالة، أن شياو بينغ تعرض للتنمر في المدرسة، حيث كان أقرانه يطلقون عليه لقب المخنث، وأن حياته الطلابية كانت مليئة بالإساءات اللفظية بسبب مظهره وملابسه.
ويُعدّ التنمر ضد الأطفال والمراهقين ذوي المظهر الأنثوي أمراً شائعاً في الصين، سواء عبر الإنترنت أو في الواقع، وأعلنت السلطات أنها تعمل على تدعيم حصص التربية البدنية في المدارس لمواجهة ظاهرة تأنيث الصبية الصغار، كما ستضع قيوداً على الفنانين ذوي الملامح الجمالية، كي لا يحرفوا الشباب عن الطبيعة البشرية، في إشارة إلى بعض الفنانين الصينيين الذكور الذين يستخدمون مستحضرات التجميل الأنثوية.
وفي وقت سابق، خفّضت الصين سنّ المسؤولية الجنائية عن الجرائم العنيفة، مُحمّلة القُصّر الذين تراوح أعمارهم بين 12 و14 عاماً مسؤولية قانونية، خصوصاً في جرائم القتل العمد أو الإصابة الخطيرة. ومع ارتفاع معدلات التنمر في المدارس، وزيادة حالات الانتحار بين الطلاب، قالت أعلى سلطة تعليمية في البلاد، إن المدارس الابتدائية والثانوية ستضم على الأقل مسؤولاً واحداً لإنفاذ القانون، ليعمل نائباً للمديرين، وسيكون دوره المساعدة في معالجة التنمر، ومنع انحراف الأحداث.
ويوضح الباحث الاجتماعي، شانغ تيان، لـالعربي الجديد، أن التنمر المدرسي ينشأ من خلال التعلم