غزة تلفظ أنفاسها جوعا
غزة تلفظ أنفاسها جوعًا
ظاهر صالح
/> ظاهر صالح كاتب فلسطيني. 24 يوليو 2025 + الخط -بينما يجتمع المندوبون العرب في القاهرة، كانت أعداد الضحايا في مستشفيات غزة تتزايد بصورة مروعة. ففي غضون 24 ساعة فقط، استشهد 99 فلسطينياً وأصيب أكثر من 650 آخرين، نتيجة استهداف مباشر للمدنيين أثناء سعيهم للحصول على المساعدات الغذائية. وبذلك، ارتفع إجمالي ضحايا لقمة العيش إلى ما يزيد عن 1,021 قتيلاً و6,511 مصاباً، حسبما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة.
الجوع لا يفرق بين صغير وكبير، رجل أو امرأة. فوفقاً لبرنامج الأغذية العالمي، يعاني حوالي 90 ألف طفل وامرأة من سوء تغذية حاد، مما يعكس صورة مفزعة لأزمة غذاء حادة تتفاقم باستمرار، وأكد البرنامج أن نحو ثلث سكان القطاع لا يجدون طعاماً لأيام متتالية، الأمر الذي ينذر بمجاعة شاملة، وكشف صندوق الأمم المتحدة للسكان في تقريره الأخير عن وجود نحو 55 ألف امرأة حامل في غزة، بينهن ما لا يقل عن 11 ألفاً يواجهن خطر المجاعة وسوء التغذية الحاد، مما قد يتسبب في مضاعفات تهدد حياة الأمهات وأجنتهن على حد سواء.
على الرغم من أن شبح المجاعة يخيم بوضوح على غزة، يظل التحرك العربي باهتاً فاتراً، وربما يتسم باللامبالاة والعجز. انتظرت الجامعة العربية إعلان برنامج الأغذية العالمي عن بلوغ غزة مرحلة غير مسبوقة من التدهور لتدعو إلى اجتماع طارئ، وذلك رغم وضوح مؤشرات الكارثة منذ شهور، مع توقف المساعدات الدولية، واستهداف قوافل الإغاثة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وارتفاع أسعار الغذاء بنسبة 4000%. وفي هذا السياق، أعربت وكالة الأونروا عن تلقيها رسائل يائسة من موظفيها داخل قطاع غزة، تؤكد أن سكان غزة يتضورون جوعاً، بينما تُمنع قوافل الإغاثة من الوصول منذ مارس/آذار الماضي، كما حذّرت الوكالة من أن أسعار السلع الأساسية تضاعفت أربعين مرة، في ظل غياب أي آلية فعالة لفك الحصار أو تأمين المساعدات.
لم يعد الخذلان العربي مجرد غياب عن الفعل، بل تحول إلى صمت رسمي حيال أبشع الجرائم التي تُرتكب
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على