أنشد أنت يا هوميروس ملحمة سورية

١٥ مشاهدة

أنشد أنت، يا هوميروس، ملحمة سورية

موقف

جعفر العلوني

/> جعفر العلوني شاعر وكاتب سوري مقيم في إسبانيا. من فريق عمل قسم الثقافة في موقع وصحيفة العربي الجديد. 23 يوليو 2025 | آخر تحديث: 00:03 (توقيت القدس) موت هكتور للفنان بيتر بول روبنز (Getty) + الخط - اظهر الملخص - تعكس الإلياذة أهمية الرؤية المتعددة في فهم المأساة الإنسانية، وهو ما نفتقده في تحليل الأوضاع السياسية المعقدة مثل الأزمة السورية، حيث يسيطر خطاب تبسيطي يقسم المجتمع إلى ثنائيات متعارضة.
- تعيش سوريا في مأساة مستمرة من الدمار والتهجير، مع خطاب يقسم المجتمع ويمنع الحوار، مما يعمق الأزمة ويعقد الحلول.
- الحل في سوريا يتطلب لغة سياسية جديدة تعترف بتعدد الهويات وتفصل بين الدولة والطائفة، مستلهمة من الإلياذة في الاعتراف بالمأساة والآخر.

أنشدي أنتِ، أيتها الإلهة، غضب أخيل، بهذه الشهوة للدم والقدر، تبدأ الإلياذة، لا كقصيدة، بل كمرآة لحرب تتصارع فيها الآلهة والظلّ، وتُكشَف فيها المأساة الإنسانية على حقيقتها. لم تكن الإلياذة حكاية عن نصر أو هزيمة، بل عن الإنسان وهو يُختبَر في لحظة الغضب، والولاء، والفقد. هناك، في قلب الملحمة، لم ينحز هوميروس لأحد. أنصت لأخيل كما أنصت لهكتور، وخلّد المأساة بتعدّد وجوهها، لا بانتصار أحد على الآخر.

هذه الإرث الهوميري المتجسد في الرؤية المتعددة التي ترى في كل طرف جزءاً من الحقيقة هي ما نفتقده اليوم في فهم السياسة، وبشكل أخص في النظر إلى ما جرى، وما يجري، في سورية.

منذ أكثر من عقد، تعيش سورية في قلب مأساة متواصلة: مدنٌ مدمرة، ومنفى يُجرّ إلى منفى، وخرابٌ يلد خراباً، وكلماتٌ تُقطع كما تُقطع الرؤوس. مَن الذي كتب المأساة؟ ومن أي مرآة ننظر إليها؟ حربٌ متعددة الأبعاد والوجوه، لم تُبقِ سردية إلا مزّقتها، ولم تترك إنساناً إلا امتحنته بالموت أو الخسارة أو التهجير.

مع هذا كله، طغى ولا يزال على المشهد السوري خطابٌ تبسيطي حاد: نظام ومعارضة، علوي وسني، درزي ومسيحي، شهيد وخائن، معنا وضدنا، شهيد وخنزير، وطني وعميل، أموي

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم