الضحك زمن الكوارث
الضحك زمن الكوارث
/> زينب الطويل كاتبة وصحفية مغربية تعيش في فرنسا. 21 يوليو 2025 + الخط -ما أن تندلع حرب هنا أو هناك، أو يوقظ حدث ما هدوء هذا العالم في بقعة من بقاع الأرض، حتى تنفجر موجة من السخرية والتهكم في مواقع التواصل الاجتماعي وعالم الميمز الإلكتروني. فيديوهات وتركيبات لمقاطع هزلية تعبر عن استخفاف إنسان العصر الحديث بالمآسي والحروب. الإنسان الذي كان، في ما مضى، يستقبل الحروب والنزاعات بالرهبة والخوف والهلع، صار اليوم يستقبلها بالفكاهة والسخرية والتجاهل الفج للضحايا.
مستخدمو الإنترنت من الشرق الأوسط وأفريقيا، ومن آسيا إلى الأميركيتين وأوروبا، يسخرون من الأحداث التي تهز العالم وتقلب استديوهات الأخبار إلى غرف طوارئ ومنصات تحليلية على مدار الساعة. فما أن انتشر خبر الحرب التي أشعلها نتنياهو من جديد في الشرق الأوسط، حتى انهالت الصور والفيديوهات والتعليقات الساخرة على هاتفي، تتندر على الحرب العالمية الثالثة التي باتت على الأبواب.
البعض يقول ساخراً إن العالم كان في سلام قبل عام 2020، وإن لعنة ألمت بالبشرية منذ ذلك التاريخ، العام الذي بدأت فيه جائحة كورونا وتبعتها سلسلة من الأحداث التي يرى فيها بعض رواد الإنترنت بداية لانهيار نفسي واقتصادي عالمي. آخرون يتشاركون صوراً مفبركة لخامنئي وترامب وقادة آخرين وهم يرقصون، أو يتعاركون، أو يغنون، ما زاد من متعة الاستهزاء انتشار أدوات الذكاء الاصطناعي، التي جعلت من السهل إنتاج مواد ترفيهية لا تحتاج إلى جهد كبير أو حسّ فني.
الإنسان الذي كان، في ما مضى، يستقبل الحروب والنزاعات بالرهبة والخوف والهلع، صار اليوم يستقبلها بالفكاهة والسخرية والتجاهل الفج للضحايا
ثمّة من يسخر حتى من موقعه الجغرافي، خاصة قربه من بؤر الحروب، مستذكرين الجملة الشهيرة التي لقنتنا إياها كتب المدرسة: وطني يتميز بموقعه الاستراتيجي، وهي مزحة تداولها بكثافة مستخدمو الإنترنت في الشرق الأوسط تحديداً. لا أنكر أن بعض تلك النكات مضحكة للغاية، لكنها دون شك تدفعنا إلى التساؤل عن سريالية ما يجري في العالم الافتراضي، وعن حجم التناقض بين الكارثة
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على