احتفالات وطنية في الجزائر بلا محتوى ثقافي
احتفالات وطنية في الجزائر بلا محتوى ثقافي
آداب الجزائرعبد الرزاق بوكبة
/> عبد الرزاق بوكبة 20 يوليو 2025 تمثال الأمير عبد القادر في الجزائر العاصمة (Getty) + الخط -وقفنا على اللوح الرخامي الذي كُتبت عليه سيرة كاتب النشيد الوطني مفدي زكريا في مطار محافظة غرداية الذي يحمل اسمه، فلم نجد سوى صفة مجاهد، من دون أي إشارة إلى كونه شاعراً، رغم أنه عُرف ولقّب بـشاعر الثورة!
في شارع العربي بن مهيدي في الجزائر العاصمة، تقابل تمثال الأمير عبد القادر الجزائري الذي أنجزه النحات البولندي ماريان كونييتشني عام 1982. يظهر الأمير راكباً جواده وحاملًا سيفه، من دون أي كتاب، وكأنه لم يكن مفكراً ولا فيلسوفاً ولا حتى شاعراً! وهي الهيئة نفسها التي ظهر بها تمثاله في أعالي مدينة وهران، حيث أمر الرئيس عبد المجيد تبون بأن يكون أعلى من تمثال المسيح المخلّص في ريو دي جانيرو، بارتفاع يبلغ 42 متراً، يشير فيها سيفه بالليزر إلى اتجاه القبلة.
تتسابق الهيئات الثقافية الجزائرية، الرسمية والشعبية، على إعداد برامج ثقافية وأدبية وفنية بمجرد حلول مناسبة وطنية، مثل عيد الاستقلال والشباب في يوليو/تموز، وعيد النصر في مارس/آذار، ويوم الشهيد في فبراير/شباط، وذكرى اندلاع الثورة التحريرية في نوفمبر/تشرين الثاني. وتسعى هذه البرامج إلى ربط الجيل الجديد بماضيه الوطني والثوري.
جيل برؤية معاصرة يصطدم بمؤسسات ثقافية أسيرة لنظرة قديمة
غير أن الملاحظة اللافتة في هذه الفعاليات، التي تُنظَّم في جميع المحافظات الـ58 وتُرصد لها ميزانيات معتبرة، هي تركيزها شبه الكامل على الجوانب الحربية للثورة، حتى تكاد ميادين الاحتفال تتحول إلى ساحات معارك، مع إهمال واضح للجوانب الإنسانية للثوار، ما يثير تساؤلات جوهرية حول خلفية هذا التوجه.
بين التقديس والشيطنة
يُلقَّب كل من شارك في ثورة التحرير (1954–1962) بـالمجاهد، ولم تخلُ أي حكومة بعد الاستقلال من وزارة تُعنى بـالمجاهدين. لكن هؤلاء الكتّاب والفنانين الذين شاركوا في الثورة بأقلامهم وأعمالهم الفنية لا يُنظر إليهم غالباً بوصفهم كتّاباً أو فنانين، بل يُختزل دورهم في صفة المجاهد التي ارتبطت
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على