هاتوا حريتي أو أطلقوا يدي
هاتوا حرّيتي أو أطلقوا يدي
زوايا عائشة بلحاج رئيسة قسم الثقافة في العربي الجديد، صحافية وشاعرة مغربية. 18 يوليو 2025 alt="كاريكاتير الحرية" title="كاريكاتير الحرية"/>+ الخط -الحرية حرّيات، لا حُرّية واحدة. ولقياس الحرية، علينا كيل موازين الحرّيات كلّها. ولقياس الحرّية في عمومها، هناك مفردة واحدة فقط قد تتسع إلى حدّ ما لقياسها عموماً، وهي الكرامة، فشعور الإنسان بكرامته محفوظة يعني أنّه حرّ؛ هل يتحدّث بما يفكّر ويؤمن؟ هل يشعر بالأمان حيثما ذهب؟ هل يملك قراره؟ هذا كلّه يعني أن له حرّية التعبير عن رأيه حول كلّ شيء. الحقّ في التنقل ليلاً ونهاراً بلا خطر ولا تهديد. الحقّ في اتخاذ قراره بناء على تقديره للأمور، لا على المسموح به. الحقّ في التصرّف في أملاكه، والمهنة التي يختارها. لكن هل نطلب الحرية أو نأخذها؟
في الجامعة، كان أستاذ الحريات الأساسية، يعطينا نموذج أغنية أمّ كلثوم أعطني حرّيتي أطلق يدي للمطالبة بالحرّية. وفي أول ندوة مشتركة بعد التخرّج، بدأتُ مداخلتي بمعارضة عبارته تلك، أن الحرّيات تُؤخذ ولا تُطلب. فبمنطقه هو كان يتحدّث عن الحرية عطيّة من السلطة إلى الشعب، وكنتُ أتحدث عن الحرّية حقّاً يُؤخذ من السلطة لا يُطلب منها، فكيف تُعطى الحرّيات لمن لا يسعى إليها؟
في السعي إلى الحصول على الحقوق الأساسية طرائق كثيرة، ولا يعني الأخذ بالضرورة استعمال العنف، بل يتحقّق بالشكل الذي يأخذ به المرء حقّه في أي قضية أو مسألة، بالقضاء، بالانتخابات، أو بأي من المظاهر القانونية الأخرى. ولن ندخل هنا في حالة عدم تحقّق المراد، لأن السعي حينها سيدخل منطقة شائكة.
وإذا كنا نظنّ أن نسب الحرّيات تراجعت في منطقتنا كلّياً، علينا أن نُدرك أن مستوى الحرية تراجع في العالم كلّه، كما تقول الإحصاءات. فيما كنا نتوقّع مع الانفتاح والتحرر وارتفاع مستويات التعليم والوعي، أن يتسع المجال حتى يضيق من شدّة اتساعه، لأنه سيمتدّ ليمسّ حريات الآخرين. لكن يبدو الإنسان وكأنّه يرفض التخلّي عن رذائله، حتى لو اختلفت الظروف.
وحسب تقرير لمنظمة فريدوم هاوس،
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على