الديمقراطية اتجاه ممنوع
الديمقراطية: اتجاه ممنوع
موقف /> ممدوح عزام كاتب وروائي سوري 18 يوليو 2025 | آخر تحديث: 03:12 (توقيت القدس) صالح المالحي/ فلسطين + الخط -استمع إلى الملخص
اظهر الملخص - بعد سقوط نظام الأسد، ظهرت فرصة لتطبيق الديمقراطية في سوريا من خلال الحوار الوطني، لكن تعيين لجنة انتقائية أوقف النقاشات وأثار استياء النشطاء.- تخلّى بعض النشطاء عن مبدأ التمثيل الديمقراطي وشاركوا في الحوار رغم اعتراضهم، مما يعكس لحظة فارقة في السياسة السورية حيث فضّل البعض تأجيل الديمقراطية.
- الحالة السورية أظهرت استعداد البعض للتخلي عن مبادئهم الديمقراطية تحت ضغط السلطة، مما يثير القلق حول مستقبل الديمقراطية في البلاد.
ثمّة صورة شائعة تشبّه الديمقراطية بالمسبح، أو النهر، أو البحر، وتشبّه تجربة الديمقراطية بتعلُّم السباحة، لمن لم يجرّب. وإذا ما رغبنا في تطبيق الصورة على الوضع السوري، بعد سقوط نظام الأسد، فقد بدا أن المسبح توفّر نظرياً، وأن علينا أن ننزل إلى الماء، ونُبلّل أجسادنا التي جفّت من الطغيان، بماء الديمقراطية الموعودة، حين بدأت السلطة الجديدة التي حكمت سورية في طرح مسألة الحوار الوطني، وهو واحد من أشكال تطبيقات الديمقراطية في الحياة العامة والسياسية، وراح المجتمع السوري يتحدّث عن الطرق المثلى لاختيار ممثليه إلى مؤتمر الحوار الوطني.
أعتقد أنها كانت لحظات ذهبية، وقد شهد هذا المجتمع نقاشاً داخلياً يتعلّق بأفضل الأشكال الممكنة لاختيار الممثلين للمؤتمر العتيد المزمع عقده.
فجأة، قطعت السلطة تلك النقاشات، أو أبطلتها، أو أجهضتها، وسمّى الرئيس المؤقت لجنة إعداد الحوار، وراحت اللجنة نفسها توجّه الدعوات لمن تريد، أو تختار من المواطنين للحضور إلى قاعات محدّدة ومحدودة، ليحضروا لمحاورتها.
ثمة وجه آخر تجسّد في تخلّي معظم الذين دعتهم، ومن بينهم كثيرون ممن كانت الدعوة إلى الحرية والديمقراطية أساساً في نضالاتهم السياسية ضدّ النظام السابق، عن مبدأ التمثيل الديمقراطي، وارتضوا المشاركة بمقاصد نبيلة ترجو أن تتحقّق وعود الأمل.
كأن الديمقراطية سلعة يمكن تداولها أو حجب التداول بها مؤقتاً أو دائماً
وثمة من مال من بينهم
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على