السويداء مرآة أزمة أعمق
السويداء مرآة أزمة أعمق
موقف /> ناصر السهلي صحافي فلسطيني، مراسل موقع وصحيفة العربي الجديد في أوروبا. 18 يوليو 2025 | آخر تحديث: 01:03 (توقيت القدس) في دمشق بعد الغارات الإسرائيلية، 16 يوليو 2025 (Getty) + الخط -استمع إلى الملخص
اظهر الملخص - تعاني سوريا من أزمة تتجاوز السياسة والأمن، حيث تعكس السويداء انفصامًا بين الخطاب والواقع، مع غياب مشروع وطني جامع يواجه الاحتلال والطائفية والارتهان للخارج، مما يهدد بفقدان الهوية الوطنية.- الهجمات الإسرائيلية على دمشق والجنوب تبرز غياب الرد السوري الفاعل، بينما تروج بعض الخطابات للتطبيع مع الاحتلال، متجاهلة مشروعه الاستعماري الذي يسعى لتقسيم المجتمعات إلى طوائف ضعيفة.
- تحتاج سوريا إلى مراجعة وطنية شاملة تعيد تعريف الهوية السورية وتبني مشروعًا يحصّن الداخل، بعيدًا عن التمنيات والخضوع للضغوط الخارجية، لضمان وحدة الموقف والاعتراف بالاحتلال.
تعيش سورية أزمة تتجاوز السياسة والأمن والقدرة العسكرية، لتطاول بنية الدولة وفكرتها الوطنية. ومشهد السويداء هو انعكاس لانفصام يتسع بين الخطاب والواقع، وسط عجز عن بلورة مشروع وطني جامع يواجه الاحتلال ومسائل الطائفية والارتهان للخارج.
الهجوم الإسرائيلي الأخير على دمشق والمنطقة الجنوبية ترافق مع تصريحات تقول: لم نكن نتوقع العدوان. فهل يُعقل ألا تتوقع مؤسسة حكم وقوى وطنية استمرار هذا النهج المتغول والمتوعد منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي؟ وهل معقول أن يكون الجولان، المحتل منذ عقود، خارج الأولويات الوطنية، السلطوية ومن خارجها، في تلمس مستقبل البلد؟
الأخطر أن بعض الخطابات روّجت لما يسمى مشتركات مع الاحتلال تحت عنوان التطبيع أو الواقعية السياسية في تجاهل لحقيقة مشروعه الاستعماري القائم على تقسيم المجتمعات إلى طوائف وهويات هشّة يمكن تدجينها.
وفي السويداء، ظهرت أيضاً محاولات احتكار منتحل لتمثيل الدروز، وتقديمهم حليفاً مزعوماً لإسرائيل بزعم الأخوة، رغم أن دروز الجولان رفضوا الأسرلة، رغم الضغوط والمغريات. فهل يسأل المهرولون نحوها أهلهم هناك عن هذا الرفض؟ وعن النظرة العميقة لهم من دولة أبرتهايد تضطهد عرب الداخل عموماً وتقتل عشرات آلاف الأطفال والنساء في غزة؟
المشكلة لا تُختزل بالانتهازيين،
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على