نصف عام على سقوط الأبد

٣٤ مشاهدة

نصف عام على سقوط الأبد

مدونات

هبة الله بدر

/> هبة الله بدر ناشطة سياسية وإعلامية، ومتطوعة في المجال الإنساني، خريجة كلية العلوم السياسية، جامعة دمشق. 17 يوليو 2025 + الخط -

ترسّخت الأبديّة الأسديّة في وجوه السوريين جَبْراً لا اختياراً، بسبب احتكار آل الأسد للسلطة التي تدّعي الجمهورية والديمقراطية التي لم تكن سوى صورة شكليّة تخفي وراءها ما تخفي من ظلمات واستبداد تحت نظام وراثي يُورّث آفاته وأمراضه. وكان افتراض الخلاص منه شبه مستحيل، في ظلّ القبضة الأمنية الخانقة التي قيّدت سورية وحولتها إلى سجن كبير، تغيب فيه الحقوق والحريات المنشودة.

عقود من الكبت والاستبداد تحت قبضة حافظ وخليفته بشار، خُتمت بسنوات من الدماء والدمار والتهجير بعد أن هبّ الشعب السوري رافعاً مطالبه وآماله في وجهه الشاحب، ولكنّه واجهها بسخرية وتهكّم، فتحوّل المسار الشعبي السلمي إلى مواجهة مباشرة مسلحة مع النظام المتوحّش الذي واجه المطالب الشعبية بالحريّة والكرامة بالحديد والنار، فذاقت سورية ويلات الحرب المستعرة من قتل وتغييب ودمار وجوع وأزمات خانقة في جميع القطاعات، وعُزلة وغياب عن الساحة الدوليّة مُنغمسةً بوضع مُترد في كل مجالات الحياة.

بعد كلّ تلك التضحيات تحقّق ما كان يَحلم به مُعظم السوريين لعقود طويلة، مع صعوبة استيعاب ما حدث لدى كثيرين، لأنّ حدوثه لم يَكن بالأمر السهل. ولكن إرادة الشعب كانت أقوى، فهَوى ذلك النظام في 8 ديسمبر/كانون أوّل 2024 في واد سحيق من دون رجعة، وحُطِّمت القيود على أسوار مسلخ صيدنايا.

اليوم، انقضى نصف عام على سقوط أبدية الأسد بعد نصف قرن، فيما تمرّ سورية اليوم بمرحلة جديدة ومُنعطف تاريخيّ حقيقي، لم تُكشف ملامحه بشكل جيّد بعد، حيث يدور في رؤوس السوريين أسئلة عديدة، وفي كلّ رأس سؤال يخصّ صاحبه، ويدور حول ما يريده ويعنيه.

منذ نصف عام على سقوط الأسد ما زالت سورية محطّ أنظار العالم واهتمامها في المجال السياسي والاقتصادي، بهدف الاستقرار والاستثمار

التحديات التي تواجه بناء الدولة من جديد ضخمة، متعدّدة خارجيّاً وداخليّاً في مجالات سياسيّة واقتصاديّة واجتماعيّة وثقافيّة

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم