حين يصبح التمثال عبئا سياسيا
حين يصبح التمثال عبئاً سياسياً
آراء /> هيسم شملوني هيسم شملوني، فنان تشكيلي فلسطيني، من مواليد مخيم اليرموك (1968) بدمشق. مقيم في فرنسا. معتقل سياسي سابق في عهد حافظ الأسد. 15 يوليو 2025 alt="تمثال الشهداء "/>+ الخط -في العلاقة الملتبسة بين الفنّ والسلطة، لطالما كانت التماثيل والنُّصُب أشبه بآثار سردية أكثر منها أعمالاً فنّيةً خالصة، فهي لا تعبّر عن جماليات النحت وعبقرية الفنّان فقط، بل تتجسّد أدواتٍ سياسيةً تُفرَض على الذاكرة الجمعية، وتعيد قولبة الذوق العام وفقاً لمنظومة الحكم. تمثال القائد، الجندي المجهول، الفارس الراكب، الأم الحزينة... رموزٌ لا يُراد منها أن تُرى فحسب، بل أن تُفهم وتُستبطَن وفقاً لخطاب سلطوي محدد. هي ليست مجرّد أعمال نحتية تُعجِب أو لا تُعجِب، بل نصوص مفروضة على المشهد البصري العام. لكن ماذا يحدث حين تنقلب الأنظمة؟ حين تنهار السرديات التي دعمت تلك الرموز؟ هل يحيا الفنّ رغم موت راعيه؟ أم يُدفن معه في حفرة السياسة العابرة؟
ليس كل ما خُلق في ظلّ الطغاة مُداناً، فقد يولد الجمال حتى من رحم التناقض
شهد العالم لحظات سقوط صاخبة، كانت فيها التماثيل أول الضحايا الرمزية. حين انهار الاتحاد السوفييتي، تساقطت تماثيل لينين وستالين كما لو أن سقوط الحجر إعلان بداية زمن جديد. في العراق، كان إسقاط تمثال صدّام حسين في ساحة الفردوس حدثاً مشهدياً بامتياز، كان مسرحيةً مدروسةً بحرفيةٍ عاليةٍ من قوات الاحتلال الأميركي. ومع ذلك، كانت له دلالة عميقة في ذاكرة العراقيين، إذ عبّر عن كسر هيبة التمثال الذي طالما راقبهم بصمت قاسٍ. وفي الولايات المتحدة، اندلعت موجة انتقادات رافقت تمزيق النُّصُب التذكارية لجنرالات الكونفدرالية، ترافقت مع حراك حياة السود مهمّة، وفتحت الباب لسؤال مزعج: هل من الأخلاقي أن نُبقي على رموز تتناقض مع قيم العدالة والمساواة، ولو كانت تماثيلَ فنّيةً أو معماريةً؟ هل للذائقة الجمالية أن تفصل نفسها عن الخلفية الأخلاقية والسياسية للعمل؟ وهل تسقط التماثيل لأنّها قبيحة فنّياً؟ أم لأنها تمثّل قيماً منبوذةً؟ والسؤال الأكثر خطورةً الذي يطرحه
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على