متى يعود الصدر
الصدر والعبادي بين الانغلاق السياسي ومناورات الإطار التنسيقي
/> صفاء رشيد صحفي وكاتب رأي عراقي، يركز في مقالاته على قضايا التحول الديمقراطي في المنطقة، مع اهتمام خاص بالشأن العراقي والتغيرات السياسية والاجتماعية في وسط وجنوب العراق. 15 يوليو 2025 + الخط -أعلن رئيس الوزراء العراقي الأسبق حيدر العبادي، أخيراً، انسحابه من سباق الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها في نوفمبر/ تشرين الثاني القادم، معللاً قراره بجملة من الأسباب التي تبدو، من حيث الشكل، منطقية، لكنها لا تختلف كثيراً عن تلك التي لطالما رافقت مشاركاته في الاستحقاقات السابقة: التحديات نفسها، والبيئة السياسية غير المستقرة نفسها. غير أن هذه المبررات تُوظّف اليوم غطاءً للانسحاب، لا دافعاً للاستمرار أو للإصلاح من الداخل، كما كانت شعاراته في السابق.
وقبل العبادي، كان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر قد سبق الجميع بخطوتين: الأولى انسحابه من العملية السياسية، والثانية مقاطعته الانتخابات. المفارقة أن المبررات التي قدّمها الصدر في حينها، والتي بدت أقرب إلى خطاب رفض شامل، لا تختلف كثيراً في مضمونها عن تلك التي ساقها العبادي اليوم، رغم أن الصدر نفسه خاض الانتخابات الماضية تحت مظلة الأسباب نفسها، والتي أصبحت الآن مبرراً للمقاطعة.
كلا الطرفين حاول تقديم سردية منطقية لقراره، تُوحي بأن الانسحاب موقف مبدئي في مواجهة انسداد سياسي مستمر، وتبرير قراراتهما بأسباب تبدو مقبولة على السطح، لكنها في العمق لا تعكس الحقيقة الكاملة. فالأسباب الحقيقية تبدو أكثر تعقيداً وأعمق بكثير مما طُرح علناً من قبل الصدر والعبادي، وتتجاوز فكرة التحديات السياسية أو البيئة الانتخابية غير الملائمة.
وحده مقتدى الصدر استشعر مبكراً حجم الانسداد، وكان الأسبق في تشخيص لحظة الانغلاق الكامل للنظام، فاختار أن يغادر مركبه في لحظة الهدوء، تاركاً الآخرين يواجهون عاصفة الطوفان بعدما أغلق أبواب السفينة دونهم. وُصِف الصدر بأنه الوحيد الذي سبق الجميع في استشعار الانسداد والانغلاق الكامل للنظام، لأنه أبحر بعيداً عن شاطئ الانتخابات والمشاركة السياسية تاركاً الجمل بما حمل بعدما وصل إلى قناعة بأن هذا الجمل آيلٌ للسقوط لا
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على