مفارقات الصمت الدولي تساؤلات الجنوب الكبرى ومغالطات المصالح
المؤكد إن هذا الصمت ليس جهلاً، بل هو اختيار. وفعل إرادي، تتكشف خلفه أهداف ومصالح استراتيجية تتعارض بشكل فاضح مع صلب القانون الدولي الذي يُفترض أن يكون مرجعاً، وتتناقض مع تطلعات الشعوب وحقها الأصيل في تقرير المصير. وهنا يكمن جوهر التساؤل الجنوبي الذي يتردد صداه في كل بيت ومؤسسة: ما هو موقفكم الحقيقي أيها المجتمع الدولي من القضية الجنوبية ولماذا هذا الإهمال المتعمد لقضية تعرفون تماما عدالتها وشرعيتها أكثر من أصحابها
ان الدور المنوط بالمجلس الانتقالي الجنوبي، الممثل الشرعي لتطلعات الشعب الجنوبي، لا يتعلق بشرح القضية أو إقناع المجتمع الدولي بعدالتها. فهذا دور قد تجاوزته الأحداث والوقائع بكل فعلي فمهمته اامجلس الانتقالي الجنوبي الاساسية تتمثل في مطالبة هذا المجتمع الدولي بتوضيح موقفه الصريح والشفاف، والكشف عن الأسباب الحقيقية وراء هذا التجاهل الممنهج. فعدالة القضية الجنوبية لم تكن يوماً محل شك، بل ازدادت قوة وشرعية مع كل حدث جلل. ولعل أبرز هذه الأحداث، بل الحدث المفصلي، هو انقلاب مليشيات الحوثي على السلطة الشرعية في عام 2015 واحتلالها للجنوب للمرة الثانية على نحو مثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة،الامر الذي كان يفترض أن يدفع بالمجتمع الدولي إلى الاهتمام بالقضية الجنوبية والتفاعل معها، وان يولبها كل اهتمامه وجهوده، لا أن يتجاهلها ويغض الطرف عنها.
اقرأ المزيد...أرسل هذا الخبر لأصدقائك على