مفارقات الصمت الدولي تساؤلات الجنوب الكبرى ومغالطات المصالح

٢ مشاهدات


تتوارى خلف ضباب السياسات الدولية طبقات معقدة من الصمت والمُعلن، ومن المبادئ السامية والمصالح الدنيئة. وفي هذا المشهد المتشابك، تقف القضية الجنوبية في اليمن كنموذج صارخ لمفارقة دولية تستدعي التوقف والتأمل العميق. فهي ليست قضية وليدة اليوم، ولا تحتاج إلى تعريف أو شرح، حيث تجاوزت مراحل التوضيح الدبلوماسي منذ أمد بعيد. فالمجتمع الدولي، بكل مؤسساته وهيئاته، والإقليمي بجميع فاعليه، يمتلك من الإحاطة والتفاصيل والحيثيات ما يفوق إلمام أبناء الجنوب أنفسهم بقضيتهم فقد رصدوا كل منعطفاتها، وتتبعوا مسارها بدقة متناهية منذ بداياتها، فما الذي يفسر هذا الصمت المريب، وهذا التجاهل المتعمد لقضية عادلة بكل المعايير ولا لبس فيها

المؤكد إن هذا الصمت ليس جهلاً، بل هو اختيار. وفعل إرادي، تتكشف خلفه أهداف ومصالح استراتيجية تتعارض بشكل فاضح مع صلب القانون الدولي الذي يُفترض أن يكون مرجعاً، وتتناقض مع تطلعات الشعوب وحقها الأصيل في تقرير المصير. وهنا يكمن جوهر التساؤل الجنوبي الذي يتردد صداه في كل بيت ومؤسسة: ما هو موقفكم الحقيقي أيها المجتمع الدولي من القضية الجنوبية ولماذا هذا الإهمال المتعمد لقضية تعرفون تماما عدالتها وشرعيتها أكثر من أصحابها

ان الدور المنوط بالمجلس الانتقالي الجنوبي، الممثل الشرعي لتطلعات الشعب الجنوبي، لا يتعلق بشرح القضية أو إقناع المجتمع الدولي بعدالتها. فهذا دور قد تجاوزته الأحداث والوقائع بكل فعلي فمهمته اامجلس الانتقالي الجنوبي الاساسية تتمثل في مطالبة هذا المجتمع الدولي بتوضيح موقفه الصريح والشفاف، والكشف عن الأسباب الحقيقية وراء هذا التجاهل الممنهج. فعدالة القضية الجنوبية لم تكن يوماً محل شك، بل ازدادت قوة وشرعية مع كل حدث جلل. ولعل أبرز هذه الأحداث، بل الحدث المفصلي، هو انقلاب مليشيات الحوثي على السلطة الشرعية في عام 2015 واحتلالها للجنوب للمرة الثانية على نحو مثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة،الامر الذي كان يفترض أن يدفع بالمجتمع الدولي إلى الاهتمام بالقضية الجنوبية والتفاعل معها، وان يولبها كل اهتمامه وجهوده، لا أن يتجاهلها ويغض الطرف عنها.

اقرأ المزيد...

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العاصفه نيوز لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم