العبور الجنسي في الرواية العربية
العبور الجنسي في الرواية العربية
آدابطارق إمام
/> طارق إمام 10 يوليو 2025 تفصيل من عمل سيداتي وسادتي للفنان الأميركي آندي وارهول، روما، 2019 + الخط -العبور الجنسي موضوعٌ ما زال يبحث عن حضوره؛ ثيمةً روائيةً عربيةً، إذ يُطل على استحياء بظهوراتٍ متقطعة، تبرق على فترات عبر رواياتٍ يثير بعضُها قدراً من غبارٍ وجدل، ثم تخبو الثيمة وتنسحب، لسنواتٍ أحياناً، رغم أن القضية نفسها لا تخمد على الأرض، بل تكسب مساحات ظهور متزايدة في المجتمعات العربية خلال العقد الأخير بخاصة، مع ما أتيح إعلامياً من سيولةٍ أكبر في الإفصاح استوعبتها مواقع التواصل، بالتزامن مع محاولاتٍ مجتمعيةٍ متزايدة لا سيّما بعد ثورات الربيع العربي لتوسيع الهامش، الضيِّق والشائك أصلاً، الذي يتحرك فيه مجتمع الميم العربي.
الحصيلة الروائية العربية لا تزال شحيحة، ظلّ نصُّ المرأة فيها أشد مركزية وإثارةً للأسئلة، ربما لأنه أنتج نصوصاً أكثر تورطاً في الجانب الوجداني لشخصية العابر على حساب الغائية الإيديولوجية، وربما لانسجام الصوت النسوي مع القضية في مواجهة السلطة الأشرس وهي المجتمع الذكوري الأبوي، فاستأثرت بالريادة رواياتٌ نسوية، إذ ظهرت مبكراً رواية طرشقانة سنة 2006 للروائية التونسية مسعودة بو بكر، وتلتها، وإن بعد سنوات ليست بالقليلة، رواية انعتاق الرغبة للمغربية فاتحة مرشيد، عام 2019.
ما يحدق بالعابر من خطرٍ في الأدب هو نفسه في الواقع
اللافت، أن هاتين الروايتَين الرائدتَين تحقَّق فيهما العبور، ليتمحور المأزق الروائي حول تبعاته، بينما العكس بالضبط هو ما يمثل مأزق روايتَين حديثتَي الصدور، لكاتبتَين أيضاً، مصريتَين هذه المرة، هما اليد العليا لإيمان جبل والمشي على قدم واحدة لمونيكا نبيل عزيز، إذ تقاربان شخصية العابر وقوفاً عند العتبة، وتنتهيان به دون أن يعبرها. فهل تراجَع توقُ التحرر روائياً رغم تقدم السنوات للأمام؟
التفتت رواية انعتاق الرغبة إلى تساؤل ما بعدي شديد الخطورة، يخصّ الامتداد: الابن الذي تحوَّل أبوه إلى امرأة، وقد بات يملك أمَّين، إن جاز التعبير، فيما لا وجود لأبيه سوى كاسمٍ اندثر جسدُه مع تحوّل عز الدين إلى
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على