بين الحقيقة والوهم غرام السوريين بالوحدة
بين الحقيقة والوهم... غرام السوريين بالوحدة
ملحق سورية الجديدةمنير شحّود
/> منير شحّودكاتب سوري
08 يوليو 2025 زوّار عرب في باحة المسجد الأموي بدمشق، 6/6/2025 (Getty) + الخط -استمع إلى الملخص
اظهر الملخص - تطورت العلاقات الاجتماعية من هيمنة الجماعة إلى تعزيز الخصوصية الفردية، حيث ركزت الدول الحديثة على حقوق الفرد، مما أتاح الإبداع والابتكار في بيئة حرة.- في السياق السوري، تحول التركيز إلى الوحدة الداخلية بعد فشل الوحدة العربية، مما أدى إلى تجاهل التنوع الثقافي والاجتماعي وتقليد نماذج تاريخية دون فهم عميق.
- تزداد الانقسامات بين السوريين، مما يتيح للمستبدين استغلال الوضع، ويهدد استمرار هذه السياسات فرص بناء دولة المواطنة والقانون والوحدة الوطنية.
يُعدُّ التحول من العلاقات الغريزية للجماعات البشرية نحو إعادة صياغة علاقة الفرد بالجماعة على أساس احترام الخصوصية الفردية مسيرة طويلة في علم الاجتماع البشري، وقد تختصر سيرورة التطور الحضاري لشعبٍ معيّن برمتها. وخلال هذه المسيرة الطويلة من التنظيم المجتمعي، جرى إطلاق طاقة الأفراد بالتدريج ليتمكنوا من الإبداع والعمل في مناخات متزايدة من الحرية، فتعود ابتكاراتهم، التي هي أعمال فردية بطبيعتها، بالفائدة على الجماعة بأسرها، ووصل الأمر إلى مرحلة متقدمة في الدول الحديثة التي وضعت الفرد في مركز اهتمامها وعنايتها، وليس العكس.
مما سبق، يمكن القول إن الوحدة المجتمعية ما قبل الدولة الحديثة (الديمقراطية) ليست إلا ضرباً من استلاب الفرد لمصلحة الجماعة، ومن استلاب الجماعات القوية للجماعات الضعيفة، والجماعات الكبيرة للصغيرة. وكانت تلك مراحل لا بد منها من التنظيمات الاجتماعية لمواجهة أخطار الطبيعة وكائناتها. والسلطة القائمة على رأس جماعة في هذه الحالة هي سلطة إكراه بالضرورة، وتعمل لمصلحة الجماعة لا الفرد، فتقوم بضبط مختلف التناقضات داخل الجماعة من أجل حمايتها، وهو شرط أساس لفوزها بالسيادة، والطريقة السهلة للتحكم بالمجتمعات البشرية. وتمت إحاطة هذه الرؤية بغلالةٍ من التقديس، وتبجيل السلطة العليا، بدءاً من سلطة الأب في البيت، وحتى سلطة الملك في القصر، واعتبار إنكار الذات لصالح الجماعة قيمة أخلاقية ودينية عليا، والتضحية في سبيلها
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على