إيران جديدة في المنطقة
إيران جديدة في المنطقة
زوايا /> سامح راشدباحث مصري متخصص في العلاقات الدولية والشؤون الإقليمية للشرق الأوسط. درس العلوم السياسية وعمل في مراكز أبحاث مصرية وعربية. له أبحاث ومقالات عديدة في كتب ودوريات سياسية.
07 يوليو 2025 alt="الإيرانيين تظاهرة في طهران ضد العدوان، 22 يونيو 2025 (Getty)"/>إيرانيون يتظاهرون في طهران ضد العدوان الإسرائيلي على بلدهم (22/6/2025 Getty)
+ الخط -استمع إلى المقال:
قبل أشهر، أطيح رأس النظام السوري السابق بشّار الأسد. وبعد أخذ هيئة تحرير الشام الحكم، وتولّي أحمد الشرع (أبو محمّد الجولاني سابقاً) السلطة هناك، أطلقنا سورية الجديدة، تسميةً للوضع الجديد المفتوح على كل الاحتمالات. وبعد حرب الـ12 يوماً بين إسرائيل وإيران، وانتهائها على نحو مفاجئ بقرار من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ربّما نكون أمام إيران جديدة. وليس المقصود بذلك التوجّهات الإقليمية والسياسة الخارجية فقط، المحتمل تغيّرها أو تعديلها، وإنما ينصرف وصف الجديدة أيضاً إلى الداخل الإيراني، بوجهَيه، الرسمي حيث السياسات الحكومية ونهج إدارة الدولة، وغير الرسمي حيث الرأي العام، والتقييم المجتمعي لحصاد عقودٍ من سياسات الولي الفقيه، والتبريرات الدينية، والتكييفات الفقهية، لما يقوم به علي خامنئي ورفاقه. وإن كان ذلك الموقف المجتمعي تراكمَ تدريجياً بفعل زيادة نسبة الشباب الإيراني المحمّل بتطلّعات ليبرالية.
خلال معركة الأيام الاثني عشر، اعتبر الإيرانيون القصف الأميركي والإسرائيلي إهانةً لكرامتهم، واستهدافاً لأرواحهم ومستقبل أبنائهم، فوقفوا خلف النظام وأيدوا ردوده التصعيدية، والتصريحات العنترية، في مواجهة غطرسة تل أبيب واستكبار واشنطن، وهو سلوك طبيعي لأيّ شعب أمام عدوان خارجي. ثمّ بدأت ردّات الفعل العقلانية في الظهور تباعاً بعد خفوت أصوات المدافع. وتعلو أصواتٌ تطالب بحساب المكسب والخسارة، وتطرح تساؤلات حول الهدف والجدوى، ومن يتحمّل مسؤولية التصعيد، وخوض المواجهة.
خسرت طهران حزب الله، أكثر أوراقها الإقليمية أهميةً، بعد أن انتُزعت منها سورية. ومع تكسير عظام إيران عسكرياً، لم تعد قادرةً على الاستمرار في دعم الحوثيين تمويلاً وتسليحاً. وفي العراق، لم تعد الفصائل الموالية لطهران مدلّلةً أو محصّنةً كما كانت، نتيجة تغير المزاج
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على