عن تمثال الشهداء والتدمير الثقافي
عن تمثال الشهداء والتدمير الثقافي
سلوى زكزك مدوّنة سورية تقيم في دمشق. تكتب مقالات وتحقيقات صحافية. وصدرت لها ثلاث مجموعات قصصية. تكتب في مواضيع النسوية والجندر وتهتم بقضايا العنف الاجتماعي. 05 يوليو 2025 + الخط -قال ابن خلدون: إن الناس في الغالب تتبع لأهل السلطان في اعتقاداتهم، يميلون إلى دين الدولة وطريقتها في الاقتداء والتشبه.
استفاق السوريون منذ أيام على مشهد مؤلم ومخيّب لآمالهم، وهو مشهد عملية تحطيم تمثال الشهداء المُنتصب في مدينة حلب في حديقة أخذت اسمها من اسم الزعيم الوطني والسياسي السوري ورئيس وزراء سورية الحلبي، سعد الله الجابري. أعاد المسؤولون في مدينة حلب تحطّم التمثال إلى خطأ تقني حدث من دون توقّع له، لا بل اعتبروا أنّ تصحيح هذا الخطأ ممكن جداً وسيحصل فعلياً، وسيتم ترميمه وإعادته إلى مستودع دائرة الآثار والمتاحف.
حتى في خضم التأثّر والضجة البالغة التي أحدثها تحطيم التمثال لم يعلن المسؤولون أيّ نيّة أو احتمال ممكنين لإعادة التمثال إلى قواعده سالماً. أما ذريعة النقل البريء التي لم تكن تقصد إيذاء التمثال أبداً، فمشكوك فيها لدرجة اليقين، خاصة أنّ عملية التصوير الرسمية والمُعلنة المُرافقة لعملية الهدم تشي فعلياً بحقيقة الهدف من ربط رأس التمثال وليس قاعدته بحبل معدني لتسحبه بعدها شاحنة بطريقة عشوائية، مما سبّب فوراً تحطيم الجزء العلوي منه ووقوعه على الأرض وتفتيت بعضٍ من أجزائه جرّاء السقوط أو الإسقاط لا فرق.
أسمى أحد المسؤولين في مديرية ثقافة حلب التمثال (بالمجسّم) وهذه التسمية كافية لتحديد ماهية وحقيقة الموقف من التمثال! وهذا ما يتطابق فعلاً ومضموناً مع القول الوارد سابقاً لابن خلدون. أما الأسباب الرسمية الموجبة لنقله فهي ببساطة وبحسب التصريحات المكرّرة: إفساح المجال أمام أعين المتابعين للشاشة العملاقة المنصوبة في الساحة لمتابعة احتفالية إعلان الهُويّة البصرية السورية التي نُقلت في بثٍّ مباشر.
أسمى أحد المسؤولين في مديرية ثقافة حلب التمثال (بالمجسّم) وهذه التسمية كافية لتحديد ماهية وحقيقة الموقف من التمثال!
زمنياً، ما بين حضور التمثال وتركيب الشاشة أربعون عاماً
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على