المقاومة والشعب الدرع الأخير

٥ مشاهدات

المقاومة والشعب: الدرع الأخير

مدونات

أحمد دومة

/> أحمد دومة شاعر، كاتب وإعلامي مصري. 11 فبراير 2025 + الخط -

ليس قدَرًا ما يقوله ترامب، سبق وقال ولا أحسبه سيتوقف، والعبرةُ بما نفعَل لا بما يقول، والخيارات ليست مفتوحة على المدى إذ سقطَ منها يقينًا الكثير خليجيًّا وأمميًّا، ولعلّ من دليل بؤس الحال أن يكون شيءٌ من الرّهان -في الأزمة، ورهاني شخصيًّا- على الموقف الرسمي المصري بجانب من لم تتمّ مراسم صهينته بعد من العرب.

وقصور الحكم في بلادنا ليست أقلّ جنونًا ولا قبولًا بما هو مختلّ من الحال في واشنطن أو تل أبيب، وعداء حكامنا -في مصر والأردن والخليج وغيرها- لفلسطين قضيّةً وشعبًا ومقاومة ثابتٌ تاريخًا وممارسةً منذ أغرقونا في وحل كامب ديڤيد ووادي عربة وأوسلو وصاحباتهم، حصارًا واعتقالًا وتسليمًا وتقتيلًا، وسوابق الاختبار تقول بما يُتوقّعُ أداؤه منهم.

أما التصريحات فقد سبقَ رفضه الحالي إعلانًا مصوّرًا بصحبة ترامب في فترته البائسة الإولى يعلن فيها موافقته ودعمه لصفقة القرن (التي جوهرها إنهاء القضية الفلسطينيّة مرّة واحدة وللأبد، وتفريغ قطاع غزّة بالكامل عبر تهجير أهله لمصر أو غيرها) كما سبقَ تزامنًا مع الإبادة تصريح عن القبول بالتهجير إلى النقب مثلًا لحين الإجهاز على فصائل المقاومة (لم يُسمِّها السيسي مقاومةً بالطبع).

لكن ليست بالتصريحات وحدها تثبت المواقف، وإلا ما انكشف تكبّر إبليس ولا انغواء آدم وزوجه، أو حتى لاعتبرنا محمود عبّاس وسلطته فلسطينيّين، لا سمح الله، لكن الاختبار في الممارسة، عمليًا تكون ما تدّعي أو يثبت كذب ادّعائك، خصوصًا وقد أعلن ترامب قبل ساعات أن مصر والأردن رفضتا التهجير.. لكنّهم سيوافقون.

فإذا أردتَ لترامب أن يصدّق ما تقول -دعك من الشعوب فأمرها لله ما لم تثُر- فالطريقُ أمامك مفتوح، ويمكنك البدء الآن وفورًا، ولعلّ تكرار التذكير كلّ صباح بأنّ جموع المواطنين بلا استثناء تقف بحسم ضدّ مخطط التهجير وكلّ مخطط آخر يهدد أمننا القومي مصريًّا وعربيًّا، أو يهدد القضيّة الفلسطينيّة والمقاومة لتحريرها بالكامل، هو تذكيرٌ مهين، لكن لا ضير والمخاطَبُ هذه السلطات

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم