حارس ذاكرة عمان منذ عقود من هو الثمانيني الذي فتح بيوته للثقافة والفن

عمّان، الأردن (CNN) -- يندهش الزائر عند محاولته الوصول إلى منزل الأردني ممدوح بشارات، الكائن في منطقة جبل الجوفة والمطلة على آثار قلعة عمّان التاريخية.
عند وصوله، يجد بوابة خضراء شاهقة مفتوحة على مدار الساعة، بلا حراسة أو حواجز، تقوده إلى ساحة فسيحة تمتلئ بالقطع الأثرية، ومنها يعبر نحو ردهات المنزل العتيق الذي شُيّد في الثلاثينيات.
يحمل الثمانيني بشارات لقب دوق المخيبة، نسبة إلى قرية أردنية شمالية، وقد منحه إياه الملك الأردني الراحل الحسين بن طلال في السبعينيات، تكريما له على نشاطه في تشغيل الناس بالزراعة، وقربه منهم اجتماعيا وإنسانيا.
اقتناء الأعمال الفنية
سعى بشارات لصون التراث العربي وتحديدًا الأردني والفلسطيني عبر أساليب مختلفة، بدأت باقتناء نسخ نادرة من الكتب والمخطوطات خلال دراسته المبكرة في العاصمة البريطانية لندن من بينها نسخة نادرة من القرآن، وموسوعة تاريخية مصورة عن فلسطين، ثم توسعت اهتماماته لتشمل اقتناء الأعمال الفنية والأثرية، ودعم الأنشطة الثقافية وجيل الشباب.
كما حافظ على بيوت ومقرّات قديمة بهدف تسخيرها للثقافة، والفن، والإبداع، بعضها ورثها عن جده ووالده، وبعضها قام باستئجارها، وفتحها كمساحات ثقافية للجمهور.
تتواجد في كل زاوية من بيت الجوفة مقتنيات ثمينة ومراجع تاريخية عن الأراضي الفلسطينية يعود بعضها إلى عام 1870، وأول مجموعة لوحات رسمها مستشرقون زاروا الأردن، جمع بعضها من مكتبات الكتب المستعملة أو المملوكة مسبقا.
دوق المخيبة
يُعتبر دوق المخيبة صاحب أقدم بيت مأهول في البلاد، ويقع في منطقة أم الكندم (القمح) جنوب العاصمة الأردنية عمّان، المشيّد في عام 1860 وورثه عن أجداده، حيث يحرص على إقامة أمسيات شعرية، وأوبرالية، وثقافية، فيما ورث منزل ومحل إقامته أيضا في جبل الجوفة، الذي أصبح مزارا لعامة الناس لما يحتويه من أعمال فريدة ومساحة ثقافية للحوار.
يطل منزل الجوفة على جبل القلعة التاريخي، ويضم بين جنباته عدة ردهات بأثاثه القديم وقطعه الأثرية المسجلة لدى دائرة الآثار العامة رسميا، حيث كان بشارات يعثر عليها أحيانا في مواقع مختلفة بالجبل، أو منطقة أم الكندم، أو قرية المخيبة التي تملكت العائلة
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على